قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأربعاء، 5 نوفمبر 2014

الدكتور غالب الفريجات : وعد الاغتصاب المشؤوم لفلسطين

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وعد الاغتصاب المشؤوم لفلسطين
شبكة البصرة
الدكتور غالب الفريجات
الصوره من هنا
ما يقرب من مئة عام على صدور وعد بلفور الذي أصدرته حكومة الانتداب البريطاني بإعطاء اليهود حق إنشاء وطني قومي لهم في فلسطين، ضاربة بعرض الحائط كل الأعراف والقوانين الدولية، وكل القيم والمبادئ الأخلاقية التي تدين بها البشرية منذ الخليقة.
فلسطين ليست أرضاً بلا مواطنين لتعطى لأناس يدعون بأن لهم حق تاريخي فيها، تدحضه كل الدراسات والأبحاث حول قدوم اليهود إلى فلسطين مع سيدنا موسى، ففلسطين كانت مأهولة بالسكان، وكان فيها قوم جبارون امتلكوا القدرة في الدفاع عنها أخاف اليهود أن يدخلوها مع سيدنا موسى، فكان جوابهم إن فيها قوم جبارون، اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون.
فلسطين ليست أرض بلا شعب لتعطى لشعب بلا ارض، فنسبة اليهود فيها لا تتجاوز أل 10% من السكان عند صدور الوعد المشئوم، وهؤلاء فلسطينيون عرب، وأما القادمون إليها من اليهود فلا صلة لهم بفلسطين، ويهود اليوم ليسوا بيهود الأمس حتى يدعوا أن لهم حقاً تاريخياً فيها.
الصهيونية التي اعتمدت الدين اليهودي لتحقيق أحلامها لم يكن خيارها الأول فلسطين لإقامة وطن قومي لليهود، وإنما وجدت بعض الهلوسات والخرافات الدينية لدى اليهود بأنهم سكنوا فلسطين ذريعة لتحقيق أحلامها، إلى جانب أن حكومة الانتداب البريطاني قد أرادت مكافأة اليهود بسبب مشاركة الفيلق اليهودي إلى جانب الحلفاء في الحرب من جهة، وتحسباً من وحدة المنطقة العربية في المستقبل، ووجود دولة عربية ذات دور ووزن قوي يفقد بريطانيا مصالحها، فلسطين بمثابة القلب للوطن العربي الذي تمتلكه قوة عدوانية تقيم علاقات وطيدة مع الغرب الامبريالي، ليسهل على الصهيونية والامبريالية التحكم في مصير المنطقة ونهب ثرواتها، إلى جانب ما قامت به بريطانيا وفرنسا في تقسيم البلاد العربية باتفاقية سايكس بيكو، فقد شهد القرن التاسع عشر أسوأ مشروعين في حق العرب تمثلا بوعد بلفور واتفاقية سايكس بيكو.
الكيان الصهيوني القائم على أرض فلسطين تجاوز إنشاء وطن قومي لليهود، فقد أصبح خنجراً مسموماً في قلب الأمة العربية، ووقف في طريق وحدتها ونموها، وقام بجرائم لا أخلاقية ليس في حق فلسطين وأبنائها فحسب، بل وفي حق العرب عموماً من مصريين وسوريين ولبنانيين وأردنيين وعراقيين وتونسيين، فكل هؤلاء طالتهم يد العدوان الصهيوني، مما يؤكد أن الكيان الصهيوني عدو للأمة العربية من المحيط الأطلسي حتى الخليج العربي، وهو ما يعني أن مهمة تحرير فلسطين مهمة قومية، يجب أن تكون من مسؤولية العرب جميعاً، وأن الفلسطينيين بمثابة رأس الحربة للتحرير، وهو ما يعني أن فلسطين ملك الأمة ليس من حق أحد أن يتنازل عن شبر واحد من أراضيها، وكل الاتفاقيات والمعاهدات مع الكيان الصهيوني باطلة وغير شرعية.
فلسطين كانت مستهدفة على مر التاريخ، وقد استطاعت الأمة تحريرها على الدوام بفعل سواعد أبنائها ووحدتهم، وهي ليست مهمة الفلسطينيين وحدهم، نظراً للهوة الكبيرة بين ما يمتلكه الفلسطينيون وما تمتلكه القوى المعادية، بالإضافة أن استهدافها على الدوام كان مقدمة لاستهداف الأمة، فمهمة الأمة جميعها دون استثناء المشاركة في تحريرها، ومن يدعي غير ذلك فهو يتهرب من مسئوليات التحرير التي باتت في ظل استهداف المقدسات الإسلامية فرض عين على كل عربي ومسلم
إن كل الاتفاقيات والمعاهدات مع الكيان الصهيونية باطلة، لأنه لا يجوز عقد هذه المعاهدات مع كيان يحتل الأرض، ويشرد الشعب الذي بات مشتتا في كل أنحاء العالم، وفلسطين لن تكون إلا عربية من البحر إلى النهر، وهو ما يجب أن يفهمه جميع المواطنين، وأن يرفضوا إذعان الأنظمة وتبريراتها في إقامة العلاقات غير الشرعية مع هذا الكيان الغاصب، كما يجب رفض أي نوع من أنواع التطبيع مع الكيان الصهيوني، وعلى العرب والمسلمين أن يرددوا في كل صلاة لهم شلت يميني إن نسيتك يا فلسطين حتى تبقى ماثلة في الذهن.
الكيان الصهيوني كيان غريب عن المنطقة يجب محاصرته، ورفض التعاون معه، والعمل على توفير كل السبل لمقاومته والخلاص من وجوده، فهو كيان عدواني استيطاني توسعي، يسعى للتمدد على حساب أبناء الأمة، يريد الاستيلاء على الأرض دون سكان، ليتمكن من جلب كل يهود العالم للاستيطان على حساب أبناء الوطن، ونحن على يقين أن لا حياة له بيننا وفي أرضنا، فالصراع بيننا وبينه صراع وجود لا صراع حدود، والنصر لنا بإذن الله.
dr_fraijat45@yahoo.com
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق