قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الاثنين، 18 مارس 2013

رئيس الجمهورية يفتتح مؤتمر الحوار الوطني الشامل


رئيس الجمهورية يفتتح مؤتمر الحوار الوطني الشامل


في يوم تاريخي مشهود من الأيام الوطنية العظيمة، التي جسد اليمانيون فيها معاني الأخوة وروح الوفاق والاتفاق والحكمة اليمانية ، افتتح الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية - رئيس مؤتمر الحوار الوطني صباح اليوم بدار الرئاسة مؤتمر الحوار الوطني الشامل، والذي ينعقد على مدى ستة أشهر تحت شعار "بالحوار نصنع المستقبل..شركاء في المسئولية الوطنية.. شركاء في صناعة المستقبل"، وبحضور كبار مسئولي الدولة، وضيوف اليمن من الأشقاء والأصدقاء وفي مقدمتهم أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف الزياني والمستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر، وسفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية ورؤساء وأعضاء بعثات السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي المعتمدين بصنعاء.

وفي الجلسة الافتتاحية التي بدأت بالسلام الجمهوري ثم آي من الذكر الحكيم، القى الأخ رئيس الجمهورية كلمة حيا في مستهلها أعضاء مؤتمر الحوار الوطني، وترحم على أرواح شهداء اليمن الذي قدموا أنفسهم فداء لشعبهم ووطنهم عبر مراحل مسيرة طويلة ظلوا خلالها يبحثون عن دولة الحرية والكرامة والعدالة والمساواة والوحدة والاستقرار والرخاء والتنمية، وعملوا من أجل الانتصار للمشروع الكبير المتمثل بيمن واحد يحكمه كل ابناءه بعيداً عن هيمنة الأسرة أو القبيلة أو المنطقة.

ورحب الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي بضيوف اليمن في حفل افتتاح مؤتمر الحوار الوطني وفي مقدمتهم أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والمستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن.

ووصف الأخ الرئيس هذا اليوم بالاستثنائي والكبير والخالد الذي يلتحم فيه اليمانيون جميعاً في قاعة واحدة ليبدأوا كتابة صفحة بيضاء جديدة في تاريخهم المعاصر ويطوون فيه صفحات كالحة السواد كادت أن تجعلهم اشتاتاً متفرقين لولا رحمة الله التي تداركتهم بعنايته وفضله وأحيت فيهم روح الحكمة والإيمان وأحاطتهم برعاية الشقيق القريب والصديق البعيد ".. مؤكداً في هذا السياق ضرورة مغادرة الماضي بكل تفاصيله والخروج من خنادق العصبيات الصغيرة والتخلص من موروثات الصراع ورمي أثقالها وراء الظهور.

وقال الأخ رئيس الجمهورية " تشاء الاقدار ان ينعقد هذا المؤتمر الكبير في الثامن عشر من مارس الذي كان قبل عامين يوماً فارقاً في ملحمة التغيير اليمانية باستشهاد ذلك العدد الكبير من شباب اليمن الطاهر، في الحدث الذي زلزل ضمير اليمنيين جميعاً والعالم كله، فكان البذرة الأولى للحل السياسي، الذي تعارفنا عليه لاحقاً بالمبادرة الخليجية، ناتجاً عن ذلك اليوم الدامي".

وأضاف لقد كانت المبادرة خطوة جادة وحاسمة في دوران عجلة التغيير إلى الأمام ، حيث وصلت بناء الى هذا اليوم الذي سيكون هو الآخر لحظة مفصلية خالدة، لن يكون اليمن بعدها كما كان قبلها بكل تأكيد، فإما أن يمضي اليمانيون نحو فجرٍ جديدٍ ومستقبل مشرق أو العودة لا سمح الله إلى نفق مظلم لا تقوم لهم بعده قائمة ولا يجدون منه مخرجاً ولا مفراً".

واستطرد الأخ الرئيس قائلاً "إننا اليوم أمام لحظة فارقة تتطلب منا جميعاً ارادة قوية في تغيير طرق تفكيرنا العقيمة وآليات أداءنا السقيمة التي ما جلبت لليمن إلا الشر والفساد والاستبداد والبؤس وتسيد المشاريع الصغيرة.

وقال" يجب علينا ان ندرك ان تغيير اساليب الادارة وعادات السلطة التي سرنا عليها طوال العقود الماضية واثبتت فشلها بشكل قطعي، هو قرار صعب لا مفر منه حتى لا نصطدم بسنة الحياة في التغيير والتطور، وإلا فاتنا الزمن ووجدنا أنفسنا في ذيل القافلة كما هو حالنا الآن.

وأضاف: من ظن ان الحياة لا تمضي الا بتلك الأساليب المتخلفة والعادات البائسة فليعلم أنه اسير للماضي واسير للإمامية وعبادة الذات التي تجعل من مصلحة فرد كان ام جماعة فوق مصلحة الشعب والوطن" .

داعياً إلى استحضار تجارب الشعوب المعاصرة التي نهضت من كبوتها وحققت نقلات هائلة في حياة فترات زمنية محدودة.. وشدد في الوقت ذاته على أننا في اليمن قادرون على السير في نفس الطريق اذا تجاوزنا كل عوامل التخلف.

وعبر الأخ رئيس الجمهورية عن ثقته بقدرة اليمنيين على عمل المعجزات اذا تغلبوا على النوازع الصغيرة والمصالح الضيقة وقرروا تخليد أسمائهم ليس فقط في ذاكرة اجيالنا القادمة بل في ذاكرة العالم كله.

وخاطب أعضاء مؤتمر الحوار الوطني قائلاً: باقتناعكم الكامل بأن هذا المؤتمر الوطني ليس أمامه سوى خيار واحد هو خيار النجاح والنجاح فقط، ستتجاوزون تعقيدات الماضي وعاداته الأسيرة وأساليبه الجامدة وستضعون اللبنات الاساسية لبناء يمن جديد موحد وآمن ومستقر.. وقال إن ذلك يتطلب من المشاركين في المؤتمر منذ هذه اللحظة التي انطلقت فيها اعمال هذا المؤتمر الاتفاق على نقطة البداية الصحيحة بكل تجرد وصدق واخلاص، وبما يكفل الوصول بنا بشكل تلقائي ومنطقي وواقعي الى النقطة التالية التي تليها، ولكي تتكلل أعمالنا بالنجاح الكبير، وحتى لا نخيب ظن شعبنا بنا ولا آمال العالم فينا".

وأردف الأخ رئيس الجمهورية قائلاً " تدركون ان فرقاء كثيرين كانوا منذ عام مضى فقط، يقفون خلف متارسهم ويترصدون لبعضهم بعضاً، هم اليوم يجتمعون في هذه القاعة تحت سقف واحد، هو مصلحة اليمن والشعب اليمني وهي نعمة من الله بها علينا.

واشاد بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي رسمت لنا خارطة طريق واضحة للخروج ببلادنا من ازمته المستفحلة الى رحاب التوافق والتصالح والتسامح والمحبة وتغليب المصلحة العامة على المصالح الانانية والخاصة.

وطالب الأخ الرئيس من أعضاء مؤتمر الحوار الوطني في هذه اللحظة التاريخية الفاصلة بأن يغادروا الماضي بكل تفاصيله ، وان يخرجوا من خنادق العصبيات ويتخلصوا من موروثات الصراع ويرموا أثقالها وراء ظهورهم فلا يستحضرون من كل ذلك الا العبر والعظات والدروس التي يمكن أن تساعدهم على الانتقال الى آفاق مستقبل افضل ينشده الشعب اليمني منهم.

وحث الأخ الرئيس أعضاء مؤتمر الحوار الوطني على فتح صفحة بيضاء جديدة بقلوب صادقة وعقول متوقدة ونفوس مخلصة، وأن يتركوا مكايد السياسية ووسائلها السلبية خارج قاعات الحوار ويتمسكوا بقيم واخلاقيات ونبل شباب اليمن الأطهار الذي انطلقوا في مختلف الساحات والميادين ليعبروا عن رغبتهم الصادقة النقية في بناء دولة مدنية حديثة.

وقال إن طموحنا وهدفنا الذي فشلنا في إنجازه طوال العقود الماضية، يتمثل في بناء دولة مدنية حديثة، تقوم على اسس الحكم الرشيد ومبادئ الشورى وآليات الديمقراطية المعاصرة والعدالة الاجتماعية وسيادة القانون، دولة مدنية حديثة تحكمها الانظمة والقوانين المستمدة من شريعتنا الاسلامية الغراء التي تتصف بالمرونة والعدالة وترفض الغلو والتطرف وتواكب احتياجات العصر وتلتزم بحقوق الانسان وتكفل الاجتهاد وتحترم العقل وتشجع التفكير وترتكز على مكارم الاخلاق وتكرس قيم العدل والحرية والمساواة والكرامة الانسانية.

وخاطب الأخ الرئيس المشاركين والمشاركات في المؤتمر قائلاً: لقد تم اختياركم بعناية كبيرة من كل اطياف وتيارات ومكونات المجتمع اليمني لا لتكونوا فرقاء متخاصمين بل لتكونوا فريقاً واحداً يعمل بكل صدق واخلاص لإخراج اليمن من ازماته السياسية والامنية والاقتصادية ولتجعلوا التنوع الخلاق في آرائكم سبيلاً لتغليب الرأي الأكثر صحة والاقرب تعبيراً عن مصلحة الوطن ولتتمكنوا من وضعه على عتبة القرن الواحد والعشرين وتجنبوه الانجرار إلى أي نوع من انواع الصراعات الداخلية التي لن تؤدي الا الى هدم هيكل الدولة الذي حافظنا عليه، رغم هشاشته طوال الفترة العصيبة الماضية.

وأضاف: يجب ان تستمروا في ذلك وأن يكون ما عملناه منطلقاً في بناء جوهر وأسس وقيم النظام الجديد، وأن تستحضروا دوماً ان اليمنيين نجحوا رغم التنوع السياسي القائم في تشكيل حكومة متوازنة تعمل على انجاز مهامها بقدر كبير من الانسجام والتوافق مما جعل المحيط الاقليمي والمجتمع الدولي يتأملان هذه التجربة الفريدة بالكثير من الجدية والعمق ويعتبرها نموذجاً في التغيير يمكن الاقتداء به كأسلوب سلمي حضاري يجعل من عملية التغيير وسيلة لتقريب الرؤى وتوحيدها عبر استيعاب مختلف الاطراف المتنازعة وتمكينها من الشراكة في بناء الدولة المدنية الحديثة.

ومضى الأخ الرئيس في كلمته قائلاً: علينا ان نعتز ونفتخر بتجربتنا التي ستترسخ من خلال حرصنا جميعاً على انجاح اعمال مؤتمرنا هذا، وأن ندرك ان كل القضايا المطروحة للنقاش في المؤتمر تتطلب من جميع الاطراف تقديم تنازلات قد تبدو مؤلمة بمعايير اليوم لكن الاجيال القادمة ستعتبرها بمعايير الغد انجازاً تاريخياً في السجل السياسي لهذه الاطراف وستحكم تلك الاجيال على كل من في هذه القاعة بقدر ما يستحقونه من الانجاز.

وحث الأخ الرئيس أعضاء مؤتمر الحوار على الاستفادة من المساندة غير المسبوقة التي تحظى بها بلادنا سياسياً واقتصادياً من المحيط الاقليمي والمجتمع الدولي عبر هذا الاجماع النادر لإنجاح اعمال هذا المؤتمر الوطني الكبير.

وقال إن الإرادتين الاقليمية والدولية قد توفرتا لإنجاح المؤتمر وتبقى الارادة الوطنية بأيديكم انتم لكي تعبروا عنها من خلال حرصكم على تغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الضيقة بمختلف اشكالها وتنتصرون للمشروع الوطني الكبير على حساب المشاريع الانتهازية الصغيرة فتصلون بسفينة الوطن الى بر الامان بسلام وحكمة وبصيرة.

وأشاد الأخ الرئيس بأعضاء مؤتمر الحوار الوطني، قائلاً إن ما يزيد عن ثلثي اعضاء المؤتمر هم من حملة الشهادات العليا، وهذا يبعث على الاعتزاز والطمأنينة، لأن هذا المؤتمر الوطني الكبير أحوج ما يكون لأصحاب التخصصات العلمية، المختلفة، لأنهم لن يناقشوا قضايا سياسية فقط بل سيناقشون الكثير من القضايا الجوهرية والملحة التي تشكل حاجة ضرورية لأبناء شعبنا.

وشدد في الوقت نفسه على أن القضية المحورية والجوهرية للحوار والتي ستكون المفتاح الأساسي لمعالجة سائر القضايا هي القضية الجنوبية والتي يجب ان يقفوا امامها بمسؤولية واحساس وطني عميقين بعيداً عن العواطف والحلول المطبوخة والجاهزة والتصورات غير المدروسة والضغوط السياسية وكل انواع الابتزاز وردود الفعل.

مؤكداً في هذا السياق أن أي تفكير لفرض أي تصور لمعالجة هذه القضية الوطنية بالقوة المسلحة لن يقود الا الى فشل ذريع واخطاء كارثية ودمار كبير، وهو الدرس الذي تعلمناه من الحروب السابقة التي ما تزال ماثلة امامنا ولا نريد تكرارها في اي اتجاه لأننا في النهاية شعب واحد يجمعنا من القواسم المشتركة اكثر مما يفرقنا ناهيكم عن قضايانا واحتياجاتنا ومعاناتنا هي ذاتها في شمال الوطن في شرقة او غربه، ولم نلج بعد إلى حياة الرفاة والرخاء والديمقراطية والحرية والعدل والاستقرار والتنمية الحقة، وما يزال ثالوث الشر الجهل والفقر والمرض يفتك بنا ويفترس مواطنينا بعد خمسين عاماً من الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر التي جاءت لتقضي عليه دون جدوى.

وقال الأخ رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي: إن التوافق على رؤية عقلانية واقعية وطنية حول القضية الجنوبية تحديداً سيقودنا حتماً لصياغة عقد اجتماعي جديد من خلال دستور يكفل معالجة الاختلالات التي ادت الى كل المحن التي عشناها والحروب التي خضناها والبؤس الذي فرض علينا وسيادة مفاهيم القوة ومعاني الفوضى وقيم التخلف وامراض العصبيات الاسرية والقروية والقبلية والمذهبية والمناطقية التي عانينا منها.

واضاف نريد منكم دستوراً يخرجنا من كل ذلك ويكفل لأبنائنا واحفادنا اسس حياة كريمة سوية ترتقي بناء الى مستويات المعيشة الانسانية الراقية التي ارادها الله سبحانه وتعالى لعباده وان ثقتي بالله ثم بكم كبيرة وتفاؤلي بجديتكم ومصداقيتكم لا حدود له رغم كل المصاعب التي ما زلنا نعاني منها والعراقيل التي ما زالت تواجهنا.

وتابع قائلاً إن إرادة البشر إذا مضت في الطريق السوي طريق بناء الانسان واعمار الوطن فإنها نفحة من ارادة الله الذي لا يرضيه شيء مثلما يرضيه ان يرى العدل والسعادة والرخاء والمساواة والحرية تسود بين عباده..

معبراً عن يقينه أن أعضاء وعضوات مؤتمر الحوارسيبذلون كل جهودهم لإخراج اليمن من محنته ومعاناته وسينجزون الكثير في هذا المؤتمر الذي يرقبه كل مواطن يمني باهتمام ويتطلع إليه بآمال لا يأس فيه ويثق بهم كنخبة راشدة واعية تشكل الطليعة التي ستمضي به الى مستقبل افضل وحياة جديدة واستقرار منشود.. كما عبر عن ثقته بأن أعضاء المؤتمر لن يخيبوا حسن ظن شعبهم بهم ولا حسن ظن العالم كله بحكمتهم.

وتوجه الأخ رئيس الجمهورية في ختام كلمته بالشكر والعرفان للأشقاء دول مجلس التعاون الخليجي، وفي المقدمة المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود، وللأصدقاء في المجتمع الدولي وفي مقدمتهم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي على رعايتهم الكبيرة ومتابعتهم الحثيثة ووقفتهم الجادة الى جانب بلادنا في محنتها التي مرت بها.

معتبراً شراكة الاشقاء والأصدقاء مع اليمن نموذجاً يحتذى به، ونوه بأهمية هذه الشراكة التي قال إنها أوصلتنا الى هذه اللحظة التاريخية، التي نأمل ان تستمر حتى يقف اليمن مجدداً على قدميه.


وكان رئيس اللجنة الفنية للاعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني الدكتور عبد الكريم الإرياني، القى كلمة استعرض فيها الجهود التي بذلتها تحضيرية الحوار منذ صدور القرار الجمهوري رقم 30 لسنة 2012م بتشكيلها وتدشين أعمالها برئاسة الاخ الرئيس عبد ربه منصور هادي.. موضحاً في هذا السياق أن اللجنة عقدت أكثر من مائة اجتماع للجنة الرئيسية إضافة الى عدة اجتماعات للجان الفرعية التي اعدت خطة العمل واعدت لائحة عمل اللجنة وهيكل التقرير الختامي.

ولفت إلى أن اللجنة ناقشت النقاط العشرين قبل رفعها لرئيس الجمهورية كمقترحات، كما أقرت هيكل التقرير النهائي، واللائحة الداخلية للجنة، والخطة الاعلامية، وميثاق الشرف الإعلامي، ومصفوفة موضوعات المؤتمر والعناصر المقترحة المتفرعة منها، وآليات تناولها اثناء جلسات الحوا، بالإضافة إلى قوام المؤتمر وهيئاته وآليات تناولها اثناء جلسات العمل، وآليات ادارة جلسات فرق العمل وآليات تشكيلها والنظام الداخلي للمؤتمر. .

وأكد الدكتور الإرياني أن قرارات اللجنة تمت بالتوافق ولم يكن هناك تحفظاً إلا فيما ندر وأن روح الانسجام والاحساس بالمسؤولية والعمل بروح الفريق الواحد قد سادت اجتماعات اللجنة واللجان المتفرعة عنها".

وأشار إلى أن اللجنة عقدت عدد من الاجتماعات مع سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وشارك جمال بنعمر وفريقه الفني العامل معه، في العديد من اجتماعات اللجنة، وكان لهم دور اساسي ومشكور في مساعدة اللجنة بآراء فنية وقانونية وادارية.. موجها الشكر أيضاً لسفراء الدول الراعية وللامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي ولممثلها في اليمن الأخ سعد العريفي .

وقال الدكتور الارياني "على الرغم من طول مدة الاعداد والتحضير فها نحن نلتقي اليوم في هذا المكان لندشن اعمال الحوار الوطني الشامل وهو يوم خالد ومجيد في تاريخ الوطن ، يلتقي فيه المتحاورون على كلمة سواء".

وخاطب المشاركين في مؤتمر الحوار قائلا :"هانتم ايها المتحاورون تلتقون في يومكم هذا وفي مكانكم هذا وعين الله ترعاكم وانظار الملايين من ابناء الوطن ترنوا اليكم والدول الشقيقة والصديقة بل والمجتمع الدولي باسره يقف معكم مؤيدا ومساندا ومباركا لما سيسفر عنه حواركم وهذه فرصة لم يحظ بمثلها شعب ولا متحاورين من قبلكم وذلك لعمري يقع على عواتقكم مسؤوليات الحاضر وآفاق المستقبل ومصير الاجيال من بعدكم ".. مؤكدا

أنه بقرارات ومخرجات الحوار والالتزام بها نصا وروحا نصنع مصير البلد .

وقال " لا رقيب ولا حسيب على المتحاورين سوى ضميرهم ، فلننطق جميعا على درب الحرية والديمقراطية والمساواة في بناء دولة مدنية حديثة جديدة يسودها القانون وبناء مجتمع يحكمه الوئام والانسجام ينبذ العنف ويرفض الترويج للحقد والكراهية، ونبني فيه دولة لا مركزية يحكم فيها ابناؤها بأنفسهم ولنجعل هذه الاهداف النبيلة هي غايتنا في هذا الحوار الذي سيسجله التاريخ وتشيد به الاجيال ويضمن للوطن امنه واستقراره وبناءه وتطوره ".

وتحدث أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الدكتور احمد عوض بن مبارك، بكلمة أكد فيها أن مؤتمر الحوار الوطني الشامل يمثل الانطلاقة الفعلية للمرحلة الثانية من فترة الانتقال السياسي في اليمن كما حددتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي توافقت عليها كل القوى السياسية وبرعاية دولية وسعي دبلوماسي حثيث يشكر عليه الأشقاء والأصدقاء.

وقال "يأتي مؤتمر الحوار لحفظ كرامة الإنسان اليمني وحياته ورفاهه وسلمه الإجتماعي وإستقراره، ومن أجل اليمن وكل اليمنيين، من أجل المستقبل لا الماضي، من أجل الإعمار لا الهدم..

وأضاف إن مؤتمرنا هذا يمثل فرصة لتشكيل عقد اجتماعي وثيق بالتوافق لا بالغلبة، بمنهجية مدروسة غير مرتجلة، وبمشاركة إجتماعية واسعة غير مقتصر على النخب السياسية والإجتماعية فحسب.

وأشار بن مبارك إلى أهمية انعقاد هذا المؤتمر في هذه المرحلة التاريخية كونه يشكل علامة فارقة في تاريخ اليمن السياسي، ومحطته الأكثر حضوراً وذلك لاستكمال ما تم البدء فيه من خلال تجربة فريدة، يترقبها الجميع داخل البلاد وخارجها.

وأردف " نلتقي اليوم لنجسد قيم الحوار وقيم الشراكة وحق الجميع في صناعة القرار بصورة راقية ونموذج مشرق من شأنه أن يفتح آفاقاً نحو مستقبل أكثر أمناً وإستقراراً ونماءاً".

وتابع" يدشن كل اليمانيين اليوم مؤتمرهم لحوار وطني شامل، يحدوهم الأمل بيمن جديد، بعهد جديد تتحقق فيه أحلام شهداء جمعة الكرامة ومن سبقهم ولحق بهم- الذين بفضل تضحياتهم وبعبق دمائهم الطاهرة أجتمعنا اليوم.. تلك الكوكبة الرائعة من الشهداء الذين تركوا على عواتقنا أمانة صناعة المستقبل ليس لأطفالهم وأسرهم فحسب بل لكل أبناء اليمن".. مشيرا إلى أن دلالة هذا اليوم تعني الكثير، كونه يجسد حكمة أبناء اليمن المعهودة، التي تتفوق على الصعاب الجسام والتحديات المختلفة.

وقال أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الشامل "لقد خاض اليمانيون حوارات سابقة عديدة، لكنها لم تفض إلى شيء، فللمرة الاولى تتاح لليمنيين فرصة مناقشة قضاياهم الوطنية بعمق، بمشاركة فئات المجتمع التي لطالما استبعدت من العملية السياسية وصناعة القرار، كما انها المرة الاولى يحظى اليمانيون فيها بفرصة يستطيعون من خلالها رسم مستقبلهم بأنفسهم، وللمرة الاولى أيضا يحظى مؤتمر بهذا الدعم والمؤازرة من المجتمع الدولي كافة."

وأشار إلى أنه وفقا للنظام الداخلي لمؤتمر الحوار الوطني سيتم تقسيم المشاركين إلى تسع مجموعات عمل متخصصة بموضوعات الحوار كالقضية الجنوبية وصعدة وقضية الحكم الرشيد ودور الجيش في الحياة السياسية والعدالة الانتقالية وقضايا اجتماعية وبيئية وقضايا الحقوق والحريات والتنمية.

ولفت بن مبارك إلى أن مهمة الأمانة العامة للحوار تسيير هذه الجلسات ورفد مجموعات العمل بالخبرات الفنية والأكاديمية وأوراق عمل لتكون مخرجاتها هادفة تنتج حلولاً مستدامة مبنية على التوافق. .مبينا أنه سيتم توفير قنوات متعددة لإتاحة فرص المشاركة المجتمعية لكل مواطن داخل اليمن وخارجه لإثراء نقاشات مجموعات العمل.

وأوضح أنه حسب النظام الداخلي فإن جلسات مجموعات العمل ستعقد في صنعاء وعدن وتعز والمكلا وصعدة والحديدة بحسب ما تقتضيه الحاجة مع إمكانية عقد بعض الاجتماعات في الخارج كخيار في حال الضرورة.

وقال "إن كان لابد من ضمانات لإنجاح هذا المؤتمر، فأعضاء مؤتمر الحوار الوطني هم الضمان بصدقهم ووعيهم وحرصهم على تغليب المصلحة العليا للبلاد على المصالح الضيقة، كما أن آليات اتخاذ القرار ومنهجيتها الدقيقة، وآليات توزيع النسب الخاصة بالمحافظات الجنوبية يمكننا من إقامة مشاركة فاعلة".

واضاف" كما أن الرعاية الإقليمية والدولية لهذا المؤتمر بكافة تفاصيله وحضورها وسعيها الدائم لدعم المؤتمر تمثل أيضاً ضمانة أخرى إلى جانب قرار مجلس الأمن الذي حدد أركان وأطراف العملية السياسية.. تسبق ذلك كله آمال اليمانيين وإرادتهم في إنجاح المؤتمر وحرصهم على عدم السماح لأي طرف ان يمس بمستقبلهم، وفوق كل ما سبق إرادة الله الراعية لهذا الشعب المنهك".

ولفت أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الشامل الى الجهود الاستثنائية التي بذلها فريق الأمانة العامة لجعل الافتتاح عرساً وطنياً وجعل فعاليات المؤتمر اللاحقة قصة نجاح، نفتخر بها جميعا .

ومضى قائلا "مهمتنا في الأمانة العامة تذليل كافة الصعوبات والعمل على تقديم كافة انواع الدعم الفني للمشاركين في المؤتمر وضمان مشاركة المواطنين على نحو فعال اثناء عملية الحوار".. مؤكدا مسؤولية الجميع في صناعة المستقبل، الذي نرتضيه لأولادنا والأجيال القادمة، وليمثل فرصة لنا جميعا بما ينبغي لنجعلها إضافة نوعية وفصل مشرق ومضيء في سفر اليمن الخالد.

من جانبه قال المستشار الخاص لأمين عام الأمم المتحدة جمال بنعمر:"إننا نجتمع اليوم في لحظة هامة من عملية الانتقال السلمي للسلطة، لحظة يصنع فيها تاريخ جديد لليمن، وإنه لمن الرمزية بمكان أن افتتاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل يتزامن مع ذكرى جمعة الكرامة، ذلك اليوم الذي صنع منه اليمنيون واليمنيات نقطة تحول، رغم محاولات بعض القوى تقويض المسعى السلمي نحو التغيير".

وأضاف :"وفي هذه المناسبة، وبينما نفتتح اليوم مؤتمر الحوار الذي طال انتظاره، لا يسعنا إلا التفكير والترحم على من ضحوا بأنفسهم من أجل الوصول باليمن إلى هذا التغيير".

وتابع قائلاً :" أقف اليوم أمام شرائح متنوعة من النساء والرجال والشباب اليمني، الذين قرروا المشاركة في صنع مستقبل مختلف لبلادهم، مستقبل يسوده حكم القانون والديموقراطية وحقوق الإنسان والحكم الرشيد، أتطلع صوبكم، وأرى فيكم الأمل في هذا اليمن الجديد".

وأردف بنعمر :" عندما أتيت إلى اليمن لأول مرة في ربيع عام 2011، كان البلد يشهد ثورة شبابية عارمة، ويتخبط في أزمة حادة وعميقة من شماله إلى جنوبه، و كان على شفير حرب أهلية.

وخاطب الحاضرين قائلا:" ربما تتذكرون، أني دعيت حينذاك إلى الحوار، ولم تكن هذه الكلمة جزءاً من المفردات المرغوبة، وهنا نستحضر الدور الرائد لدول مجلس التعاون الخليجي في إطلاق مبادرة لنقل السلطة في إبريل 2011م، وإصرارها على إعادة السلام والاستقرار إلى اليمن والمنطقة".

وقال :" وقد بنت الأمم المتحدة على أسس تلك المبادرة لإيجاد طريق لانتقال ديموقراطي يلبي تطلعات اليمنيين واليمنيات، وفي نوفمبر 2011م، أثمرت تلك الجهود التوقيع على الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، وهنا، لابد أن أحيي القيادات اليمنية وأثني على شجاعتها التي أفضت إلى هذا الاتفاق التاريخي".

وأوضح أن التفاوض على الاتفاقية في البداية كان من قبل الأحزاب السياسية الرئيسة، ولم يكن الشباب، الذين خرجوا بشجاعة من أجل التغيير، على طاولة المفاوضات كما هو حال مكونات هامة أخرى ..مؤكداً أن اتفاقية نقل السلطة وفرت عملية شاملة لإحداث التغيير، بدلاً من إعادة إنتاج النظام القائم، لأن الإرادة العامة والشعبية كانت مع التغيير الحقيقي.

ولفت المستشار الخاص لأمين عام الأمم المتحدة إلى أنه ورغم رياح التغيير العاتية التي هبت على المنطقة بأسرها، فـان اليمن يشكل الحالة الوحيدة التي تحقق فيها انتقال السلطة عبر عملية تفاوضية سلمية، تتضمن خطوات وإجراءات عدة تهدف إلى تغيير جذري، بإشراك مكونات جديدة بما فيها الشباب والنساء، وتعلى فيها قيم حقوق الإنسان والحكم الرشيد وسيادة القانون، و ترسم إطاراً لمعالجة القضايا المستعصية في البلاد، وفي مقدمتها القضية الجنوبية، حيث توجد مظالم مشروعة ينبغي معالجتها، إلى جانب معالجة أسباب الحروب في صعدة التي خلفت جراحاً عميقة.

وقال بنعمر :" نحن اليوم أمام فرصة تاريخية مواتية لحل جميع هذه القضايا، حيث يعزز الدعم الدولي والإقليمي المستمر لليمن هذه الفرصة.

وخاطب المؤتمر قائلا:" لعلكم تذكرون مشاركة أمين عام الأمم المتحدة احتفالكم في ذكرى مرور عام على توقيع اتفاق نقل السلطة، حيث أبدى تقديره لما حققتموه من إنجازات، وتذكرون كذلك زيارة أعضاء مجلس الأمن إلى صنعاء، ودعم أصدقاء اليمن ومجلس التعاون الخليجي، سيما المملكة العربية السعودية".

وتابع قائلاً :" واليوم أنظر بسرور وبمزيد من التقدير إلى التفاف مختلف المكونات اليمنية حول هدف بناء مستقبل أفضل، ويسعدني أن أرى تمثيلاً واسعاً لجميع الفئات، وأن يتواصل مؤتمركم مع جميع الفعاليات في الجنوب للانضمام إلى عملية الحوار التي تطلقونها اليوم، سيما وأن قيادات جنوبية عدة أكدت لي أنها تنبذ العنف وتلتزم مبدأ الحوار كسبيل وحيد لحل القضية الجنوبية".

وعبر المستشار الخاص لأمين عام الأمم المتحدة عن ثقته بأن الجميع سيعملون طيلة الأسابيع والأشهر المقبلة على بلورة أهم عناصر العقد الاجتماعي الجديد في اليمن، وأن هذه الجهود ستكلل بالنجاح، مادام الجميع يعملون بروح جماعية ووطنية صادقة.. لافتا إلى الدروس الكثيرة التي وفرتها مشاركة الأمم المتحدة في حوارات وطنية عدة مماثلة حول العالم.

وقال :" أدركنا أن أي تغيير حقيقي في المجتمع لا يمكن تحقيقه إلا من خلال توافق واسع وعملية شفافة وشاملة، وقد أثار إعجابي توصّل أعضاء اللجنة الفنية بمختلف اتجاهاتهم إلى التوافق على كيفية تنظيم المؤتمر، وإعدادهم خطة تعد من أفضل ما خبرناه".

وأكد أن أي حوار ناجح يقوم على احترام تنوع الآراء والتشاركية الحقة، بما يعنيه من إعطاء كل مساهمة حقها بغض النظر عن مصدرها، وأن يكون الحوار شفافاً ومفتوحاً أمام المواطنين خارج قاعات المؤتمر، ليتمكنوا من فهم مجرياته والمساهمة في مخرجاته"، مشددا على أنه لكي يكون للحوار مغزى حقيقي، لا بد من احترام نتائجه والعمل على تنفيذها.

وأوضح أن نتائج هذا الحوار ستسهم في عملية صوغ دستور جديد يصنع التغيير الذي لطالما سعى اليمنيون إليه، وستتبع المصادقة الشعبية على الدستور انتخابات جديدة تؤسس نظام حكم يعزز المواطنة، ويتيح لجميع المكونات السياسية فرصة التنافس النزيه على أساس المساواة والحرية وتداول السلطة.

وجدد تأكيده بأنه لا توجد أية وصفات جاهزة لحل القضايا المطروحة في المؤتمر .. لكنه قال :" إننا سنضع خبراتنا تحت تصرفكم، ونحن على قناعة بقدرتكم وحكمتكم في صنع قراركم المستقل من خلال الحوار البناء والتوافق". , مجددا التأكيد أن عملية الحوار يمنية خالصة وفريدة من نوعها في المنطقة.

وأعتبر نجاح هذه العملية ضرورياً ليس لليمنيين فقط، وإنما لجميع شعوب المنطقة الذين يترقبون نتائج هذا المؤتمر كما تابعوا بإعجاب وتقدير سلمية نقل السلطة والتغيير في اليمن.

واختتم المستشار الخاص لأمين عام الأمم المتحدة كلمته قائلا :" إني على ثقة أنكم ستتمسكون بهذه الفرصة التاريخية، وستبقى الأمم المتحدة سنداً ودعماً لكم كما عهدتموها منذ البداية".

أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني أكد من جانبه حرصه على تواجده في هذا الحدث الهام.

وقال في كلمة مقتضبة :" لقد حرصت على المشاركة في إفتتاح أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل رغم الظروف الفنية التي أعاقت وصولي في الوقت المناسب، حرصا مني على أن اكون معكم .

وأكد الزياني حرص قادة دول مجلس التعاون الخليجي على دعم الشعب اليمني وتهنئتهم له بالانجازات التي تحققت حتى الان وتمنياتهم بنجاح المؤتمر الذي يمثل فرصة لتحقيق الكثير . مثمنا ماحققه اليمن في مسار التسوية السياسية حتى الآن .

وأكد أن الجميع يشد على يدي الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي الذي اوصل اليمن إلى بر الأمان ..معربا عن ثقته في إتفاق جميع اليمنيين بمايسهم في الخروج من مؤتمر الحوار الوطني الشامل بمخرجات تخدم آمال وتطلعات الشعب اليمني .

وكان مدير مكتب دول مجلس التعاون الخليجي المهندس سعد العريفي القى كلمة الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، عبر من خلال عن الأمل في أن يكون هذا المؤتمر نقطة تحول مهمة في تطور اليمن السعيد وازدهاره وأمنه .

مؤكداً على الروابط العميقة والشراكة الطويلة والمصالحة المشتركة مع اليمن، وقال إن أم اليمن أمن لنا، وتطوره وتنميته محل اهتمامنا واستقراره ورفعته هدفنا وكلنا مجلس التعاون والدول الراعية للمبادرة والأمم المتحدة معكم أيها الأخوة اليمنيون .

ولفت إلى الأهداف النبيلة للتسوية السياسية المتمثلة بالتوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية في الرياض في 23 نوفمبر 2011م برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

وأضاف " في هذا المقام اود ان اتقدم بالشكر والتقدير لكل الذين وقعوا عليها ادراكا منهم بمسئوليتهم الوطنية تجاه اليمن وأمنه واستقراره منذ انطلقت هذه المسيرة التي يقودها الرئيس المنتخب وحكومة الوفاق الوطني وهي تعبر بنجاح مشهود محطات هامة وها نحن اليوم في محطة الحوار الوطني ونحن سعيدون بالوصول اليها ومتفائلون بالاستمرار والعبور الى ما يليها من محطات في طريق التسوية الذي رسمته المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية .

وتابع المهندس العريفي " نتطلع بعد هذا الحوار الى دستور عصري يتناسب مع طموحات الشعب اليمني وتضحياته وانتخابات برلمانية ورئاسية قادمة حين يخطو قطار التسوية بقيادة الحكيم الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي الى محطته النهائية في فبراير 2014م، ستتوافد بإذن الله بتركيز اكبر مسيرة التنمية ورحلة بناء اليمن وإعماره .

مؤكدا أنه قد حان الوقت أن يلمس المواطن في كل انحاء اليمن مردود صبره وعمله ويرى يومه افضل من امسه ويجني ثمار كل جهد بذل من اجله .

معتبرا أن مشاركة القوى والفعاليات السياسية والمجتمعية اليمنية في مؤتمر الحوار الوطني الشامل ودعمه يدل على وعي الشعب اليمني وادراكه لأهمية هذا المؤتمر الذي سيبحث قضايا اساسية ترسم مستقبل اليمن السياسي .

وقال مدير مكتب أمين عام مجلس التعاون الخليجي " كلنا ثقة ان الحكمة اليمانية ستقود اليمنيين في حوارهم وسيقلبون صفحة الماضي ويغتنمون الفرصة لإحداث مصالحة وطنية تكون اساسا لحل قضاياها، وسيشكلون عبر اتفاقهم وطنا سعيدا يزدهر باستقرار وازدهار وحدته وسيفوتون الفرصة على كل من يراهن على اختلافهم وعرقلة استئناف مسيرة التنمية والبناء واعادة الإعمار وجر اليمن الى الفوضى .

وأضاف "انا على يقين ان اليمنيين سيبهرون العالم بنموذج يمني للمصالحة الوطنية وقدرة على الحوار والتوافق، وأتقدم باسم دول مجلس التعاون بخالص التقدير للشعب اليمني العظيم الذي اختار بعزم وارادة المسار السلمي ورسمه ونفذه ، واخص بالشكر من ساهم في دعم هذه المسيرة السلمية الفريدة وسعى وضحى من أجل نجاحها في وجه دعاة الفوضى والاقتتال وعلى راس هؤلاء يأتي شباب اليمن الطموح والمرأة الواعية الذين اختاروا ان يكونوا مع التغيير السلمي وبل وفي طليعة سيادته وأبوا الا ان يساهموا بايجابية ويشاركوا بفعالية في صناعة مستقبل أفضل لليمن وأبنائه.

مختتما كلمته بتوجيه الشكر لقادة اليمن وساسته من احزاب ومستقلين وشيوخ وعلماء ومفكرين على دورهم الهام في هذه المسيرة المباركة ، وللدول الداعمة للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والامم المتحدة ومبعوث أمينها العام الخاص لليمن السيد جمال بن عمر على دورهم الحيوي في الوصول الى هذه المرحلة.. معتبراً أن اليمن ما يزال في حاجة لاستمرار دعم المبادرة الخليجية ومساندة دول المجلس..

ووصف التعاون مع اليمن في حل الازمة اليمنية شكل نموذجا فريدا لما يمكن تحقيقه بتوافر الإرادة والعزم والدعم والتنسيق الاقليمي والدولي .

وشدد على الضرورة القصوى لاستمرار الوقوف مع اليمن وتعزيز المشاركة البناءة مع كافة الاطراف اليمنية في هذه المرحلة الصعبة وذلك بدعم القوى والفعاليات اليمنية المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني ومساعدتها في الوصول الى توافق حول قضايا المؤتمر الرئيسية .

وفي حفل افتتاح المؤتمر وقف الحاضرون دقيق حداد على أرواح شهداء الثورة اليمنية الشبابية الشعبية السلمية.

وتخلل الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار الوطني عرض أوبريت لأطفال اليمن أنتجته الأمانة العامة للحوار الوطني بعنوان " يوم القلوب " وتضمن رسالة الطفولة اليمنية إلى أعضاء مؤتمر الحوار الوطني، أكدوا فيها أهمية طي صفحة الماضي وتحقيق حاضر افضل لليمن واكثر امنا واستقرارا وتنمية وتسامحاً وإخاء ومحبة ونبذا للعنف والتطرف والغلو .

هذا ويبلغ قوام المؤتمر 565 عضوا وعضوة يمثلون مختلف المكونات ،التي تشمل الأحزاب السياسية والشباب والنساء والمستقلين ومنظمات المجتمع المدني والحراك الجنوبي والحوثيين.

يناقش المؤتمر من خلال جلساته العامة وفرق العمل تسع قضايا تشمل القضية الجنوبية وقضية صعدة والقضايا ذات البعد الوطني ومنها قضية النازحين واسترداد الأموال والاراضي المنهوبة، فضلا عن قضية المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية وبناء الدولة , والحكم الرشيد ، وأسس بناء الجيش والأمن ودورهما ، بالإضافة إلى استقلالية الهيئات ذات الخصوصية والحقوق والحريات.

كما سيناقش المؤتمر قضايا تتعلق بالتنمية الشاملة والمستدامة، وقضايا اجتماعية وبيئية خاصة، وينظر في تشكيل لجنة لصياغة الدستور واعداد الضمانات الخاصة بتنفيذ مخرجات الحوار .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق