قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الخميس، 7 مارس 2013

شتان بين جيش عراقي وآخر ميلشياوي / إياد الدليمي

شتان بين جيش عراقي وآخر ميلشياوي / إياد الدليمي
الكاتب : القاهرة - واع 1 - 09:09:33 2013-03-07
.
صحيفة العرب القطرية
في عام 1973، يتذكر العراقيون جيدا، كيف سارت الدبابات العراقية وقطع الجيش إلى الشام لتقف سدا منيعا أمام القوات الإسرائيلية التي كانت تنوي اقتحام واحتلال دمشق.
يحدثني أحد ضباط الجيش العراقي السابق عن تلك الذكريات بفخر شديد، يقول: عندما جاءت الأوامر للتوجه إلى دمشق، كانت أوامر فورية دون أي إنذار مسبق فاضطررنا إلى أن نجهز أنفسنا بأسرع ما يمكن، ولأن الجيش لم يكن يومذاك يمتلك عددا كافيا من ناقلات الدبابات فلقد سارت العديد من الدبابات على السرفات، رغم بعد المسافة بين بغداد ودمشق التي قد تصل إلى نحو 1000 كيلومتر. في ذاك العام، اندلعت حرب عام 1973، الجبهة السورية كانت الأكثر تفككا، حيث زحفت القوات الإسرائيلية عليها بطريقة غريبة، وتوعد قادة الجيش الإسرائيلي بـأن قواتهم سوف تتناول طعام الغداء في دمشق، هنا سارعت القوات العراقية بكل أصنافها إلى التدخل، يقول هذا الضابط: دخلنا معركة حامية على أطراف دمشق باتجاه الجولان، تمكنا من دحر القوات الإسرائيلية، صمدت دمشق معنا، وصمدنا بها.
ويقول: «كنا نريد أن نواصل القتال، غير أن أمرا من القيادة المسلحة للقوات السورية التي كنا بإمرتها أجبرنا على التوقف، لم نكن نعرف لماذا، علما بأن قواتنا كانت تتقدم وتحقق انتصارات على الأرض»
تذكرت هذه القصة وأنا أقارن بين ذاك الجيش الذي حمل هم الأمة، وبين جيش آخر شكّله بول بريمر، القائد الأميركي بعد احتلال العراق، معتمدا فيه على بقايا ميلشيات أدمنت القتل، قبل أن يبني عليه من جاؤوا بعده ليكون جيشا ميلشياتيا بحق، لا ينتمي إلى العراق والعراقيين.
قام هذا الجيش بمساندة نظام بشار الـسد بمنتهى الوقاحة وعدم المهنية، عندما انهزمت قواته على منفذ اليعربية شمال العراق، بل زاد أن قام هذا الجيش بحماية الهاربين من فلول الأسد وحمايتهم كي لا يقعوا بيد الثوار. إن العراق اليوم ليس بعيدا عما يجري في سوريا، بل إن ما جرى في سوريا من ثورة مباركة هو الذي أشعر العراقيين بأن هناك أملا في الثورة والتحرر بعد أن ذاقوا الويل على يد حكومة صنفت المواطنين على أساس طائفي وحزبي مقيت. ولا يمكن بأية حال من الأحوال فصل العراق عما يجري في سوريا، غير أن التدخل بهذه الطريقة الفجة لا يمكن إلا أن يكون بداية انتقال حقيقي وسريع للصراع في سوريا إلى الأراضي العراقية. انتقال لم يمهد له أحد أكثر من خطوة القوات العراقية بالتدخل الفاضح والقتال إلى جانب قوات الأسد عند منفذ اليعربية.
يعلم الجميع أن العراق كنظام سياسي يدعم وبكل ما أوتي من قوة ومال النظام السوري، في ظل تحالفات تلعب فيها الطائفية العامل الأبرز، بل إن الطائرات الإيرانية التي تنقل السلاح إلى سوريا وجدت في العراق معبرها الآمن، فكان أن حولت كميات كبيرة من سلاحها، بالإضافة إلى ميلشياتها إلى النظام الأسدي.
غير أن زج الجيش العراقي في الصراع السوري بهذه الطريقة لا يمكن السكوت عنه، وبالتالي فإن الجامعة العربية مطالبة اليوم وأكثر من أي وقت مضى بضرورة التدخل، ولو بوضع قوات حفظ سلام بين حدود سوريا وكل من العراق ولبنان، خاصة بعد أن ثبت أن حزب الله هو الآخر يقاتل إلى جانب النظام الأسدي.
يحدثنا بعض الأصدقاء والمعارف ونقرأ كثيرا من التقارير الصحافية عن شواهد لقبور شهداء الجيش العراقي في جنين وفي الأردن وفي سوريا، شواهد تؤكد أن هذا الجيش كان في يوم من الأيام رهن إشارة أمته، وفي خدمة قضاياها شواهد ما زال الكثير من العرب والعراقيين يزورونها ليزوروا بها ذكريات جيش ووطن.
صورة ناصعة لجيش عرف بمهنيته وبسالته، صورة كنا نتمنى أن تبقى كذلك قبل أن تأتي فعلة ميليشيات الجيش الجديد لتلطخها بالقتال إلى جانب الأسد، وقبل ذلك بعملياتهم القذرة ضد الشعب العراقي.
الأمل بأن تستعيد المؤسسة العراقية توازنها، وتكون كما كانت مهنية وطنية ما زال قائما، والأمر لا يحتاج سوى إلى حكومة وطنية ترعى مصالح الشعب قبل نفسها ومصالح حلفائها هنا وهناك.
المصدرهنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق