نبكي لهذا يا عراق.!.. عراق الاسلمويون الجدد الذين يروم سياسيو العمالة تمزيقه وتحويله لكيانات انفصالية مراهقة وأقاليم ضعيفة وابقاء العزف والتطبيل العشوائي المتواصل على آلات التمزق والتجزئة.!
المرابط العراقي
نحن لا نبكي على فقداننا الأمن والأمان، ولا نبكي على أبنائنا الذين مزقت أجسادهم العبوات الناسفة في الأسواق والمساجد والمدارس والمستشفيات، ولا على نقص الخدمات، وتفشي الأمراض، وتفاقم معدلات البطالة، ولا على انقطاع التيار الكهربائي، ولا على ارتفاع ملوحة مياه الشرب، ولا على أموالنا المهدورة، وثرواتنا المسروقة، وآثارنا المهربة، ولا على تبوئنا المراتب المتدنية في أسبقيات العفة والنزاهة بمقياس منظمة الشفافية العالمية، لكننا نبكي وبحرقة منذ زمن بعيد على حظوظنا العاثرة، وعلى أعمارنا الضائعة في بلد لا يهتم بنا، ولا يعبأ بمآسينا، ولا يكترث بما آلت إليه أحوالنا البائسة نحو الأسوأ.. نبكي منذ أكثر من ربع قرن على خيبتنا في بلد تصدر نشرات الأخبار في المصائب والويلات والكوارث والنكبات والفواجع والأحزان والأزمات، وعلى كبواتنا المتكررة ووقوفنا عاجزين مخذولين خلف مواكب الشعوب الناهضة، والأمم التي انتقلت نحو الأفضل وتسلقت ناصية المجد والتفوق..
نبكي لأننا مللنا من الشعور في الغربة في وطن عصفت به المهاترات السياسية، ولم نعد نسمع فيه سوى التصريحات التبريرية المعادة، والكلمات الهجينة المملة المحرضة على العنف، والخطابات المزعجة الداعية للتمزق والتشرذم، والبيانات الطائفية المقيتة..
نبكي علينا نحن وليس على غيرنا، نبكي لأننا لا نجد في بلدنا ما يدعوننا للفخر والافتخار سوى التغني بأمجادنا العتيقة في قرونها السحيقة، نبكي لأننا نشعر أن الذين انتخبناهم لم يحققوا طموحنا، نبكي علينا لأننا اكتشفنا أنهم خدعونا وسرقوا أصواتنا وتاجروا بآلامنا، نبكي لأننا مللنا سماع قصص الفساد ونهب المال العام من دون أن ينال السارق عقابه، نبكي لأن أصحاب المناصب العليا والمراتب الرفيعة قفزوا في العراق نحو طبقة الأثرياء وتركونا (نحن أولاد الخايبة) نرزح تحت سقوف الفقر والتخلف، صاروا كلهم من أصحاب السعادة والمعالي والسمو، وصرنا في الحضيض فلم نعد نراهم إلا في المناسبات النادرة اثناء مرورهم علينا كالبرق الخاطف بسياراتهم المصفحة ومواكبهم الأميرية المتباهية بعنجهيتها، بات من الصعب علينا رؤيتهم بسبب عتمة نوافذ سياراتهم الحديثة، وبسبب كثافة عناصر الحماية حولهم وخلفهم وأمامهم وفوقهم، فتعذر علينا معرفة السيارة التي تنقل المسؤول، بسبب كثرتها وتشابهها، وبسبب انطلاقها بسرعات جنونية..
لا احد يشعر بنا في غربتنا المفروضة علينا في أوساطنا الفقيرة، في الوقت الذي أحاطوا فيه قلاعهم الحصينة بجدران خراسانية عالية، تحرسها الكلاب البوليسية، وتحيط بها الكاميرات الالكترونية والأسلاك الشائكة..
نبكي لأنهم اختاروا لهم ولأولادهم هويات بديلة وأوطاناً بديلة، وكان من الطبيعي أن ينقلوا أموالهم إلى بنوكها ومصارفها، فشيدوا لهم هناك منتجعات وارفة الظلال، وألحقوا أولادهم بمدارسها ومعاهدها، وكأنهم عقدوا العزم على الاستقرار هناك، وسيغادروننا إن عاجلا أو آجلا، لأنهم وبكل بساطة لا ينتمون إلينا، وإنما ينتمون إلى أنفسهم والى مصالحهم الخاصة وتطلعاتهم الأنانية الضيقة..
فعندما تطغى المصلحة الشخصية فوق المعايير الوطنية، بالقدر الذي يتخلى فيه السياسي عن قيمه ومبادئه من دون تردد، ويتأرجح في انتماءاته، ويتقلب في ولاءاته من بلد إلى آخر، ويتذبذب ويميل حيثما تميل بوصلة الكفة الفائزة، عندئذ يحق لنا أن نبكي ونحزن على هذه المشاهد الانتهازية، التي صارت من المؤشرات المخجلة في زمن التخاذل..
وعندما نرى أرضنا الطيبة، التي اشتهرت بالخصب والنماء والثراء، حتى امتلأت سلتها الغذائية بخيرات الأرض من الحبوب والمحاصيل الزراعية، لكنها صارت اليوم تستورد القمح والرز والبقوليات من القارات البعيدة، وتستورد الفواكه والخضروات واللحوم والدواجن والألبان ومشتقاتها من الكويت والسعودية والأردن وإيران، عندئذ يحق لنا أن نضج بالعويل والبكاء على أمننا الغذائي المفقود، ويحق لنا أن نحزن ونذرف الدموع على جفاف حقولنا الزراعية..
وعندما يشترك السياسيون، ورؤساء القبائل في العزف والتطبيل العشوائي المتواصل على آلات التمزق والتجزئة، ويتطوع معهم بعض الباحثين عن الزعامات المتطايرة في حرب الكراسي، فيشاركونهم في قرع طبول التقسيم، ويتهافتون معهم في السعي المحموم نحو سراب الأقاليم الضعيفة، والكيانات المراهقة المنفصلة عن بغداد، فيحق لنا حينئذ أن نضج بالعويل والبكاء على ما آلت إليه أحوالنا المزرية في هذا الزمن الغادر..
والله يستر من الجايات
نبكي لأننا مللنا من الشعور في الغربة في وطن عصفت به المهاترات السياسية، ولم نعد نسمع فيه سوى التصريحات التبريرية المعادة، والكلمات الهجينة المملة المحرضة على العنف، والخطابات المزعجة الداعية للتمزق والتشرذم، والبيانات الطائفية المقيتة..
نبكي علينا نحن وليس على غيرنا، نبكي لأننا لا نجد في بلدنا ما يدعوننا للفخر والافتخار سوى التغني بأمجادنا العتيقة في قرونها السحيقة، نبكي لأننا نشعر أن الذين انتخبناهم لم يحققوا طموحنا، نبكي علينا لأننا اكتشفنا أنهم خدعونا وسرقوا أصواتنا وتاجروا بآلامنا، نبكي لأننا مللنا سماع قصص الفساد ونهب المال العام من دون أن ينال السارق عقابه، نبكي لأن أصحاب المناصب العليا والمراتب الرفيعة قفزوا في العراق نحو طبقة الأثرياء وتركونا (نحن أولاد الخايبة) نرزح تحت سقوف الفقر والتخلف، صاروا كلهم من أصحاب السعادة والمعالي والسمو، وصرنا في الحضيض فلم نعد نراهم إلا في المناسبات النادرة اثناء مرورهم علينا كالبرق الخاطف بسياراتهم المصفحة ومواكبهم الأميرية المتباهية بعنجهيتها، بات من الصعب علينا رؤيتهم بسبب عتمة نوافذ سياراتهم الحديثة، وبسبب كثافة عناصر الحماية حولهم وخلفهم وأمامهم وفوقهم، فتعذر علينا معرفة السيارة التي تنقل المسؤول، بسبب كثرتها وتشابهها، وبسبب انطلاقها بسرعات جنونية..
لا احد يشعر بنا في غربتنا المفروضة علينا في أوساطنا الفقيرة، في الوقت الذي أحاطوا فيه قلاعهم الحصينة بجدران خراسانية عالية، تحرسها الكلاب البوليسية، وتحيط بها الكاميرات الالكترونية والأسلاك الشائكة..
نبكي لأنهم اختاروا لهم ولأولادهم هويات بديلة وأوطاناً بديلة، وكان من الطبيعي أن ينقلوا أموالهم إلى بنوكها ومصارفها، فشيدوا لهم هناك منتجعات وارفة الظلال، وألحقوا أولادهم بمدارسها ومعاهدها، وكأنهم عقدوا العزم على الاستقرار هناك، وسيغادروننا إن عاجلا أو آجلا، لأنهم وبكل بساطة لا ينتمون إلينا، وإنما ينتمون إلى أنفسهم والى مصالحهم الخاصة وتطلعاتهم الأنانية الضيقة..
فعندما تطغى المصلحة الشخصية فوق المعايير الوطنية، بالقدر الذي يتخلى فيه السياسي عن قيمه ومبادئه من دون تردد، ويتأرجح في انتماءاته، ويتقلب في ولاءاته من بلد إلى آخر، ويتذبذب ويميل حيثما تميل بوصلة الكفة الفائزة، عندئذ يحق لنا أن نبكي ونحزن على هذه المشاهد الانتهازية، التي صارت من المؤشرات المخجلة في زمن التخاذل..
وعندما نرى أرضنا الطيبة، التي اشتهرت بالخصب والنماء والثراء، حتى امتلأت سلتها الغذائية بخيرات الأرض من الحبوب والمحاصيل الزراعية، لكنها صارت اليوم تستورد القمح والرز والبقوليات من القارات البعيدة، وتستورد الفواكه والخضروات واللحوم والدواجن والألبان ومشتقاتها من الكويت والسعودية والأردن وإيران، عندئذ يحق لنا أن نضج بالعويل والبكاء على أمننا الغذائي المفقود، ويحق لنا أن نحزن ونذرف الدموع على جفاف حقولنا الزراعية..
وعندما يشترك السياسيون، ورؤساء القبائل في العزف والتطبيل العشوائي المتواصل على آلات التمزق والتجزئة، ويتطوع معهم بعض الباحثين عن الزعامات المتطايرة في حرب الكراسي، فيشاركونهم في قرع طبول التقسيم، ويتهافتون معهم في السعي المحموم نحو سراب الأقاليم الضعيفة، والكيانات المراهقة المنفصلة عن بغداد، فيحق لنا حينئذ أن نضج بالعويل والبكاء على ما آلت إليه أحوالنا المزرية في هذا الزمن الغادر..
والله يستر من الجايات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق