" احذروا المندسين المأجورين الذين يتجولون في صفوفكم ..والمتصييدين بالماء العكر من رجال الحكومة بهدف إضعاف قوة المظاهرات ".. نص خطاب الشيخ السعدي الأخير الموجه لما تسمى الحكومة العراقية وللمجاهدين الثوار المعتصمين بساحات العز والكرامة.! - فلم مرفق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي فضَّل المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي فتح الله له فتحا مبينا، وعلى آله الذين طهرهم الله تطهيرا، وأصحابه الذين وعدهم الله جنة ونعيما، وأتباعه الذين اتبعوه عقيدة ودينا.
قال الله تعالى : (وَالْعَصْرِ* إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ).
الحمد لله الذي فضَّل المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي فتح الله له فتحا مبينا، وعلى آله الذين طهرهم الله تطهيرا، وأصحابه الذين وعدهم الله جنة ونعيما، وأتباعه الذين اتبعوه عقيدة ودينا.
قال الله تعالى : (وَالْعَصْرِ* إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ).
وروى الإمامُ مسلم عن تميم بن أوس الداري: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {الدينُ النصيحةُ} -ثلاثا-، قلنا: لمن يا رسولَ الله؟ قال: {لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم}.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الإخوة الأعزاء المتظاهرون في كل بقاع عراقنا الحبيب:
خرجتم في سبيل الله دفاعا عن الدين والوطن والعرض والمال والنفس، وأبليتم بلاء حسنا، وكلُّ ذلك جهاد في سبيل الله تعالى، وقد تحملتم في مظاهراتكم من قسوةِ الحياة - بردا وجوعا وتعبا وسهرا ومضايقة وتشديدا ومخاطرة – ما تنالون به منازل المجاهدين الأبرار، وقد شهد العالمُ لكم بأنَّ حقوقكم مشروعة، وأملنا بالله تعالى كبير بأنَّ النصر حليفُكم وأنَّ الفرجَ قريب.
أيها الإخوة الأعزاء المتظاهرون في كل بقاع عراقنا الحبيب:
خرجتم في سبيل الله دفاعا عن الدين والوطن والعرض والمال والنفس، وأبليتم بلاء حسنا، وكلُّ ذلك جهاد في سبيل الله تعالى، وقد تحملتم في مظاهراتكم من قسوةِ الحياة - بردا وجوعا وتعبا وسهرا ومضايقة وتشديدا ومخاطرة – ما تنالون به منازل المجاهدين الأبرار، وقد شهد العالمُ لكم بأنَّ حقوقكم مشروعة، وأملنا بالله تعالى كبير بأنَّ النصر حليفُكم وأنَّ الفرجَ قريب.
إن هذا العملَ الجهاديَّ الذي تتحملون أعباءَه عملٌ كبيرفي حجمه وأهدافه، وواسعٌ في مساحته ومقوِّماته، وبذلك فهو بحاجة إلى دقةٍ في التنظيم، وترشيد في الخطوات، وحكمة في القرارات، حتى يؤتي العملُ ثمارَهُ المنشودة، وبناءً على هذا فإني أُوجه بعضَ النصائح استجابة لأمر الله تعالى ورسوله، وثقتي بأن حِلمَكم وإيمانَكم يحملكم على أن تأخذوا بهذه النصائح أخذا بالأثر القائل: "الحكمةُ ضالة المؤمن فحيثُ وجدها فهو أحق بها".
وقبل أن أبدأ بذكر نصيحتي لكم أيها المعتصون المجاهدون أوجه ندائي إلى ما تسمى الحكومة العراقية مُعاتبا ومُتأسفا على تصرُّفها تجاه المتظاهرين، فقد وصلتُ أرضَ الاعتصامات – رغمَ ما أُعانيه من مرض– وقلتُ كلمتي للمتظاهرين في خطبةٍ كانت موضع اتفاق جمهور العراقيين، وموضعَ ارتياح السياسيين أنفسِهم، لما تحمله الخطبةُ من روحٍ وطنية، ودعوةٍ إلى التسامح والتآخي بين مكونات الشعب العراقي فهم شركاءُ في الوطن وصنعِ القرار.
وكان الأملُ يحدوني بأنْ تُقابِل الحكومةُ ورئاسةُ الوزراء موقفي هذا بسرعة الاستجابة لحقوق المتظاهرين إكراما لحظوري -بشيبتي ومرضي-، ولكنِّي فوجئتُ من رئاسة الوزراء بموقف لا ينمُّ عن أدنى مقاييس الاحترام والتقدير، فسمعتُ كلماتٍ نابيةً من ما يسمى رئيس الوزراء وصَف بها المتظاهرين، وسمعتُ منه تهديدا صريحا بإنهائهم بما لم نسمعه من مسؤول في التاريخ.
ثم بدأ التسويفُ وعدمُ الاكتراث بالمتظاهرين ولم تُنفذ الحكومةُ لهم شيئا وذلك بتشكيل لجان ولقاءات جانبية لا تُحقق للمتظاهرين مطالبهم، وضايقت الحكومةُ المتظاهرين بشتى وسائل المضايقات، حتى وصلَ الأمر إلى إطلاق الرصاص الحيِّ عليهم فوقع الشهداءُ الأبرار غدرا واعتداء.
ثم عاد التهديد للمتظاهرين من الحكومة بإصدار أوامر إلقاء القبض عليهم ومحاكمتهم وتهديد من يحضر ساحات الاعتصام ومن يتكلم فيها، وكان الطعنُ بالمتظاهرين سلوكا للسياسيين الذين رموا المعتصمين بالطائفية والتسييس والدعم الخارجي وكلُّ ذلك كذب وافتراء، مما تسبب في تصعيد الموقف واستفزازِ المتظاهرين الذين لا يزالون يَتحلون بالخلق الكريم، والصبرعلى ما يواجهونه من مضايقات الحكومة، وقد ثبتوا على حقوقهم بسلم وحضارة.
إنني أدعو -مرة ثانية- بخطابي هذا كُلا من الحكومة والمتظاهرين، أما المتظاهرون فسأوجه إليهم نصيحتي بعد قليل،
وأما الحكومة فأقول لهم:
عُودوا إلى رشدكم وتصالحوا مع شعبكم، فلو دامت الدنيا لغيركم ما وصلت إليكم، فأعيدوا إلى العراقيين لُحمتهم الوطنيةَ كما كانت قبل احتلال العراق، ولتَكُن سياستُكم وطنية خالصة من دون أن يرسمها أحد من دول الغرب أو دول الجوار، واتركوا أساليب التهديد عبر وسائل الإعلام، ونفذوا كل مطالب المتظاهرين فكلُّها حقوق مشروعة جملةً وتفصيلا.
وأما الحكومة فأقول لهم:
عُودوا إلى رشدكم وتصالحوا مع شعبكم، فلو دامت الدنيا لغيركم ما وصلت إليكم، فأعيدوا إلى العراقيين لُحمتهم الوطنيةَ كما كانت قبل احتلال العراق، ولتَكُن سياستُكم وطنية خالصة من دون أن يرسمها أحد من دول الغرب أو دول الجوار، واتركوا أساليب التهديد عبر وسائل الإعلام، ونفذوا كل مطالب المتظاهرين فكلُّها حقوق مشروعة جملةً وتفصيلا.
وأعطوا كلَّ عراقي حقه مهما كان مكونه عربيا أوكرديا أو تركمانيا، سنيا أو شيعيا، مسلما أو غير مسلم، فكلهم شركاءُ في الوطن بالحقوق والواجبات، ونَفذوا ذلك بسرعة قصوى ومن دون تسويف ولا لجان، فالوقت ليس مفتوحا، والشعوب باقيةٌ والحكوماتُ إلى زوال.
فما كان من صلاحيات مجلس الوزراء فليقرر ذلك فورا من دون لجان ولالقاءات، وما كان من مهام مجلس النواب فليجتمع المجلس بكامل أعضائه من دون أن يتخلف أحدٌ منهم، ويقرر المجلسُ ما يُلبي حقوق المتظاهرين، وحاسبوا الجناةَ الذين رموا الرصاص بوجه المتظاهرين وأوقعوا فيهم الشهداء، مع تعويضِ ذويهم وورثتهم.
وأدعو الحكومة أيضا إلى إشراك ممثلين حقيقيين عن المتظاهرين ليشاركوا في الإشراف على مسيرة تنفيذ مطالبهم، على أن يُوثق ذلك بالإعلام المرئي والمسموع والمقروء، وأنا أقترح ترشيح ممثلين عن ساحات الاعتصام بعد التشاور مع المتظاهرين واختيار من يرتضوه ممثلا لهم.
وبذلك يمكن أن يسقر الوضع وتتوقف عجلة الاتهامات والمهاترات ويعيش العراقيون حياتهم المنشودة، فليس من صالح الحكومة ولا الشعب أن يستمر العراق على هذا الوضع السيئ المتأزم، وربما تطورت الأمور إلى مالا تُحمد عقباها، وهذه نصيحتي للحكومة أسديها بكل صدق وإخلاص لله رب العالمين، وقد أَعذَرَ مَنْ أَنذر.
أما خطابي للعراقيين المتظاهرين المجاهدين الأوفياء لوطنهم وشعبهم فأقول لهم هذه عشرُ نصائحَ ووصايا نابعة من قلبٍ محب لكم لا يريد إلا إرضاء الله تعالى وسعادتكم كما عهدتموني من قبل.
وفيما يأتي تلك النصائح:
أولا : إخلاص العمل لله تعالى فهو أساس قبول العبادة، وهذا يستدعي أن ينكر الإنسانُ ذاتَه، ويعملَ بصمت من دون أن يطلب لنفسه أو للجهة التي ينتمي إليها مجدا أو سمعة أو صدارة، أو انفرادا في قرار، أو محاولةَ إلغاء الآخر، أو كسبٍ دنيوي من منصب أو جاه أومال، فإن ذلك رياء محبط لثواب الأعمال، فإن ساحات الاعتصام تضم من العراقيين شرائح متنوعة الإتجاهات، ونحسبهم جميعا على خير، ونحسن الظن بهم، ولا نزكي أحدا على الله تعالى.
وفيما يأتي تلك النصائح:
أولا : إخلاص العمل لله تعالى فهو أساس قبول العبادة، وهذا يستدعي أن ينكر الإنسانُ ذاتَه، ويعملَ بصمت من دون أن يطلب لنفسه أو للجهة التي ينتمي إليها مجدا أو سمعة أو صدارة، أو انفرادا في قرار، أو محاولةَ إلغاء الآخر، أو كسبٍ دنيوي من منصب أو جاه أومال، فإن ذلك رياء محبط لثواب الأعمال، فإن ساحات الاعتصام تضم من العراقيين شرائح متنوعة الإتجاهات، ونحسبهم جميعا على خير، ونحسن الظن بهم، ولا نزكي أحدا على الله تعالى.
فالمطلوب أن نحتوي الجميع، وأن يتحمل بعضُنا بعضا، متجاوزين الأخطاءَ القديمة أو الجديدة التي حصلت من بعض من وقفوا إلى جانب المتظاهرين، ولا نُشغل أنفسنا بكثرة التأويلات التي تصرفنا عن القضية المركزية التي خرج من أجلها المتظاهرون.
ثانيا : توحيد الخطاب والتصريحات والشعارات في ساحات الاعتصام، فقد لوحظ في أيام الاعتصام المنصرمة تعدد ذلك وكل ساحة لها خطاب وتسمية وتصريح خاص، مما يتيح الفرصة أمام المتصييدين بالماء العكر من رجال الحكومة وغيرهم أن يخرجوا بتصريحات مشوشة خاطئة بحق المتظاهرين، بقصد صرف أنظار الناس عن مطالبهم المشروعة، وبهدف إضعاف قوة المظاهرات.
فالمطلوب تشكيل لجنة عليا موحدة تضم في عضويتها اثنين من كل ساحة اعتصام، يجتمعون ويتشاورون بلغة الخطاب وصيغة الشعارات وتحديد التصريحات وتوحيد مضامين الخطب وبخاصة خطب الجمعة وإلزام المتظاهرين بها، ومن يظهر غير هذا يبعد عن ساحة الاعتصام، لأن ضرره أكثر من نفعه، ويخول في كل ساحة متحدث رسمي واحد باسم هذه اللجنة العليا الموحدة، وأي تصريح يخرج من غير هذا المخول لا يكون مقبولا ولا يمثل المتظاهرين.
وفي هذا الصدد فيفضل تحاشي الكلمات والألفاظ التي قد يساء فهمها، والتي توحي بالطائفية التي يرفضها المتظاهرون ويُتهمون بها كذبا وزورا.
ثالثا : تكرارُ إعلانِ مطالبِ المتظاهرين وحقوقِهم في كل جمعة، تذكيرا بها لمن سمعها، وثقيفا بها لمن لم يسمعها، وهناك من لا يزال يسأل عن بنود هذه المطالب، لأنه إما نسيها وإما لم يسمعها سابقا، وهذا يستدعي جَمْعَ مطالب جميع الساحات، حتى لا تنفرد أيُّ ساحة بمطلبٍ خاصٍ بها، وإنما تكونُ المطالب مركزيةً ضمن سياق واحد تلبي مطالب كل ساحات الاعتصام.
رابعا : اجتماع المتظاهرين على سماعِ رأي العلماء الوطنيين، وأخذ المشورة منهم في كل المستويات، وبخاصة المستوى الشرعي والرأي الفقهي، حتى لا يكون الأمرُ فوضى، مما يؤثر سلبا على هذا الحراك المبارك، فإن كثرة الآراء وتنوع التوجهات يُضعف قوةَ التظاهرات ويفتت الاعتصامات.
خامسا : الحفاظ على سرِّية ما تقرره اللجنة العليا الموحدة إلاما يتطلب إعلانه لصالح التظاهرات، ففي الحديث: {استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود}.
سادسا : احذروا المندسين المأجورين الذين يتجولون في صفوفكم وقد يكونون مرسلين من قبل الحكومة أو من جهات أخرى للإساءة إلى المظاهرات وتشويه صورتها بتصرفهم تصرفا لا يليق بمقام المتظاهرين.
سابعا : أرجو من الأخوة السياسيين الوطنيين الذين تفاعلوا مع المتظاهرين ووقفوا إلى جانبهم أن يتجنبوا - في الوقت الحاضر - الظهورَ على منصات الاعتصام أو إلقاء الخطب، مع تقديرنا لجهودهم، وذلك لقطع ألسنة المفترين الذين يرمون المظاهرات بالتسييس والدعم الخارجي زورا وبهتانا.
ثامنا : استقبلوا أخوانكم العراقيين الوافدين إليكم من جنوب العراق وشماله ووسطه بالترحيب والإكرام كما هو شأنكم وعاداتكم الأصيلة.
تاسعا : تعاونوا على الاستمرار في نظافة هذه المظاهرات الحضارية، ورشِّدوا الإنفاق فيها حتى تضمنوا إدامتها، ولا تستفزُّكم تصريحاتُ أو تصرفات المغرضين الذين يهدفون إلى إزعاجكم ويطمحون إلى تغيير سلوككم حتى يجدوا ذريعة لإفشال أهدافكم.
عاشرا : أكثروا من الدعاء الخالص لرب العالمين وبخاصة في الليل عند صلاة التهجد فإنها سهام الليل التي لا تخيب، ولعلكم تصادفون تلك الساعة التي لا يردُّ فيها الدعاء، والله يحفظكم ويرعاكم وينصركم ويحقق أماني العراقيين على أيديكم المباركة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أ.د. الشيخ عبدالملك عبدالرحمن السعدي
18/ربيع الثاني/1434هـ
28/شباط/2013 م
18/ربيع الثاني/1434هـ
28/شباط/2013 م
لمتابعته الرجاء الكبس على الرابط التالي:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق