قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأحد، 7 أبريل 2013

فكر البعث اوجده النضال والمعاناة لا القاعات المغلقة بمناسبة الذكرى السادسة والستين لميلاد البعث

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
فكر البعث اوجده النضال والمعاناة لا القاعات المغلقة
بمناسبة الذكرى السادسة والستين لميلاد البعث
شبكة البصرة
جابر خضر الغزي
(فإذا أردتم عمل حزبكم تاريخيا فليكن كالبحر لا كالساقية الصافية، فمن السهل أن تكون حركتنا ساقية صافية ولكنها التروي امة ولأتصنع تاريخا)
اولا : أن حزب البعث العربي الاشتراكي حزب رسالي قومي أنساني يؤمن بالله الواحد الأحد كما جاء في تراثه الخالد ورجاله الأوائل ومنظري عقيدته الانبعاثية، عبر كتابات المرحوم القائد المؤسس احمد يوسف عام 1932 الى أخر كلمة له في 7 نيسان 1989 مع الاغناءات الفكرية التي إضافتها مؤتمراته القومية والقطرية والعطاءات الفكرية للمجدد الشهيد صدام حسين (رحمه الله) واليوم من يرسم لنا ممارسات الجهادية المتكافئة مع عظم رسالتنا الانبعاثية على طريق الجهاد النضالي والفكري والتنظيمي والثقافي هو الرفيق عزة إبراهيم الأمين العام للحزب: فالبعث ليس حزبا سياسيا تقليديا يظهر اليوم ويختفي غدا ويتلون مع تلون المراحل والمهام كسائر الأحزاب الموجودة اليوم في وطننا العربي فهو(الحزب الخالد لا يحده حد ولا يحويه محيط ولا يتوقف أمره على شخص وعلى قيادة ولأعلى جيل واحد من أجيال الآمة بل هو ملك الأجيال وهو غاية الأمة وسيلتها وما تصبو إليه من عز وتاريخ وحضارة)
أن البعث لم يتوقف عن انتاجاته الفكرية والسياسية والتنظيمية لان مدرسته متمثله بتجربتي القائد المؤسس والقائد المجدد رحمهما الله فأصبح مصدرا ومرجعا ودليلا ومنهجا للباحثين والمفكرين العرب المعاصرين لتجديد الفكر القومي الإنساني بالإضافة الى مؤتمراته القومية والقطرية،
فلبعث لم يتكلس فكريا لان أفكاره ليست مغلقة ونهائية للحياة والكون والمجتمع أنما حلقاته الفكرية مفتوحة للمستقبل لأنه يؤمن بأن الحياة تجارب أفضل من الكتب التي تؤلف في القاعات المغلقة,كما أن فكره أوجده النضال ولم يتبنى المثالية الموهمة ولا النظرية البرغماتية، أنما ربط الفكر بالنضال. كما أنه لم يتنكر للأحزاب والتيارات السياسية التي سبقته بالظهور و النشأة والتي عاصرته وإنما جاء مكملا لها ومتجاوزا لبعض أطروحاتها إلا انه حاربته ونعتته بنعوت شتى ومن النقيضين الفكر الإسلام السياسي والفكر الشيوعي الأول قال عنه كافرا وملحدا بسبب خياره للاشتراكية والثاني الشيوعي الاممي قال عنه حزب برجوازي يميني بسبب خياره للقومية العربية وعلاقتها بالعروبة والإسلام حيث ان الرفيق المجاهد عزة ابراهيم الأمين العام للحزب وصف هذين النقيضين لفكر البعث أدق الأوصاف العملية والعلمية والواقعية قائلا :(أنظروا الى مصير الحزب الشيوعي العراقي صاحب الباع الطويل في نضال شعبنا وامتنا على امتداد أكثر من سبعين عام وكيف تهاوى وانحدر وتدحرج الى أسفل السافلين من الخيانة والعمالة ولقد خان نفسه وتاريخه وتراثه ثم خان الشعب والوطن،..... ثم أنظروا الى حال حركة الإخوان بالعراق أولا وفي بعض أقطار الأمة كيف تهاوت وتدحرجت) أملنا كبير ان تتراجع هاتين الحركتين عن الانحرافات والانحدارات والأخطاء والسلبيات لان هناك رجال صادقون مناضلون ومؤمنون قادرون على تصحيح تلك الانحرافات والعودة الى خط البداية بما يتناسب مع طبيعة المرحلة من اجل قيام جبهة وطنيه وقومية تقدميه إنسانية لرفد الثورة العربية التحررية الانسانيه لأنه أثبتت التجربة بأنه لا يستطيع حزب أو حركه ان تتكفل لوحدها بهذه المهمة التاريخية إلا بالتواصل والتوافق والتوحد ولملمة الذات.

ثانيا: فكر البعث فكر تاريخي ربط الماضي بالحاضر والمستقبل بعد استيعابه للتطور التاريخي للأمة وحاجاتها فوصف القائد المؤسس العصر بأنه (عصر الإيديولوجيات إي عصر الجماهير وقال عن فكر البعث بأنه (قوة تاريخية، قوة ثورية لاتقدر لذلك فأن مجرد وضع القضية العربية القومية في صيغة فكرية شاملة، كان أول مساهمة في تركيز الحركة الثورية العربية على أسس صلبة).
فالبعث لم يكن مجرد حزب سياسي بل كان مشروعا حضاريا للأمة فهو بعث قومي وروحي واجتماعي وحضاري.

ثالثا : فالبعث حب وصدق ووعي وانتماء وتضحية مع نفسه وأمته وشعبه ولديه الحرية لاتتجزء فهو منحاز للإنسانية في كل مكان حيث قال الشهيد المجدد صدام حسين (رحمه الله) في مؤتمر المعلمين العرب بتاريخ 10/2/1976 (أحبو شعبكم تكونوا بعثيين والذي ينتسب الى حزب البعث ولايحب شعبه بالممارسة اليومية فهو ليس بعثيا، أن مسألة حب الشعب هي أولا ثم حب الحزب، أن كل ثوري أصيل في العالم ومنه البعثييون أحب شعوبهم أولا لذلك صاروا ثوريين)

رابعا : البعث قراء التاريخ والدين والتراث قراءة جديدة واعتبر الدين والتراث رافدين أساسيين من روافد الأمة العربية لأنها امة متدينة ولم يقرا التاريخ قراءة تقليدية ونقل إلي كما تفعل الأحزاب والتيارات السياسية الدينية المغطاة بغطاء الدين.

خامسا : فالبعث فكر بطولي متجدد إلا أن هذا الفكر قد تعرض الى عميلة تشويه وتزوير الأفكار وتزيفها والسطو عليها بل (الى الاجتثاث من الأعماق) من خلال القرار الصهيوني الأمريكي بعد احتلال قاعدته المحررة بالعراق. وبعد انفضاح التناقض بين الفكر والممارسة وانكشاف الخيال الأسطوري لأولئك الذين يعيشونه أفكار مغتربة وأحلام مريضة وأوهام ويغرقون في الذاتية ويمارسون السادية ويحترفون الإرهاب , ويتاجرون بقضايا الفكر والأمة والإنسانية , ويستعينون بوسائل الإعلام الأمريكي الغربي الصهيوني الصفوي لتعميم الجهل والظلامية لخرافة والتفتيت من اجل قتل الثقافة والفكر القومي التقدمي, ومن خلال ذلك فإن البعثي الحقيقي وليس المنتسب لديه شعور بان الفكر القومي يتأخر أو يتراجع وإنما يتقدم (لأنه حقيقته تزداد جلاُء,ولان خصومه ينفضحون).

سادسا: فان سر قوة فكر البعث تجسدت في وضوح أهدافه النابعة من إيمانه القومي ووعيه لمتطلبات تحقيق أهدافه في الوحدة والتحرر والتقدم ووضع العلاقة الجدلية بينهم,(فهناك حقيقة تاريخية لايمكن طمسها أو تجاهلها, وهي أن الفكر الوحدوي الحديث بدء مع ظهور البعث الذي طرح الوحدة طرحا علميا).
وبهذا تعامل البعث مع الأهداف الكبرى للآمة كان تعاملا استراتيجيا وبمستوى أخلافي لان الأخلاق هو القانون الأول للصدق, فالكذب التي تمارسه قوى الاستكبار العالمي لا تستطيع أن توحد الإنسانية. ومن أسلحته أيضا منذ البداية هو حب الأمة حيث قال مؤسسه رحمه الله (القومية العربية هي حب قبل كل شي , وهي قدر محبب وهي حقيقة حية والقومية العربية ليست نظرية بل مبعث النظريات).
سابعا : ومن أسلحته الصبر والثبات على المبادئ والمراجعة النقدية يبين فترة وأخري وليس هيابا ولا خجلا عندما يجد هناك خللا أو نقصا بعمله أو فكره وقد تجسد ذلك جليا في خطاب الرفيق عزة إبراهيم الأمين العام للحزب في 7/نيسان 2012 حيث قال : (علينا في أول خطوة نخطوها أن نقف عند تجربتنا قبل الاحتلال وعلى طول مسيرة ثورة تموز المجيده ؛ وقفه شجاعة جريئة وواعية ومسؤوله إمام الله وإمام التاريخ وإمام الأجيال القادمة لدراستها بعمق وشمول.. نرى مالنا فيها فنأخذه بقوة انه حقنا المقدس ؛ انه تاريخنا وتراثنا وانجازاتنا التاريخية.. ولكي مالقول: علينا عنها وفيها فنتصدى له بقوة تصدي الرجال الإبطال الفرسان التاريخيين الرساليين ونضعه تحت إقدام المسيرة ؛ لكي لا يتكرر أبدا ولكي لايتسرب منه شيئا الى مسيرة التجديد والتثوير والبناء).

خلاصة القول : أن فكر البعث (كان متحدا دوما بالمعاناة ومعجونا بالنضال ,لذلك كان فكرا اصيلا وعميقا وواضحا قريبا من متناول الجماهير دقيقا ورصينا فاحصا وملهما, ولذلك استطاع ان يتواصل إلى معادلات فكرية اشبه بالثوابت في درجة توازنها وضبطها للعلاقات بين مختلف الظواهر والقضايا المتعلقة بالنضال).

خلاصة القول : ان الفكر ليس بديلا للنضال بل هاديا ومرشدا له.
شبكة البصرة
 الاحد 26 جماد الاول 1434 / 7 نيسان 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق