قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الاثنين، 1 أبريل 2013

بحضور كل من د. صباح المختار والبرفسور عبدالسلام الطائي ورئيس مركز جنيف الدولي للعدالة .. الجالية العراقية في النمسا تُحي ِّ الذكرى السنوية العاشرة للعدوان الأنجلو أمريكي الغاشم على العراق.! - تابع وقائع الجلسة


بحضور كل من د. صباح المختار والبرفسور عبدالسلام الطائي ورئيس مركز جنيف الدولي للعدالة .. الجالية العراقية في النمسا تُحي ِّ الذكرى السنوية العاشرة للعدوان الأنجلو أمريكي الغاشم على العراق.! - تابع وقائع الجلسة

المرابط العراقي
demovienna1
ضمن إطار عملها الجماهيري المتواصل لحمل هموم الوطن أرضا ً وشعبا ً وتراثا ً ولمرور ِ عقد ٍ على غزو العراق وإحتلاله وسلب إرداة شعبه من خلال تنصيب حكومة متسلطة ليس لها في العراق نسبا ً ولا جذرا ً ولا تأريخا ً سوى إستقوائها بالأجنبي على شعب العراق الأبي ، أحيّا عراقييوا النمسا تلك الذكرى الأليمه على قلوب العراقيين والعرب المخلصين .
في الساعة الرابعة من مساء السبت 23/3/2013 أقامت الهيئة الإدارية فعاليات سياسية وثقافية وفنية على قاعة مقر الحزب الإشتراكي النمساوي في الحي الثاني عشر من العاصمة فيينا ، حضرها عدد من الأطباء والأكاديميين والشخصيات الوطنية العراقية وعدد من الناشطين العرب والأجانب .

إستُهِلت الفعاليات بقراءة من بعض آيات القرآن الكريم تلاها القاريء الأستاذ (( غسان الجميلي )) .
ثم قامت الآنسه منوليا الدليمي عضوة الهيئة الإدارية لجمعية الجالية بالترحيب في الحضور جميعا ً ودعتهم للوقوف دقيقة صمت وحداد على أرواح شهداء العراق والأمة العربية المجيدة مع قراءة سورة الفاتحة ترحما ً .
بعدها ألقى الأستاذ ضياء الشمري رئيس الجالية العراقية في النمسا كلمة الجالية
وفيما يلي نصها : ــ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
بأسمي وبأسم الجالية العراقية
نرحب بالضيوف الكرام
الدكتور هانز كريستوف فون سبونك ... رئيس مركز جنيف الدولى للعدالة
الدكتور صباح المختار ...رئيس المحامين العرب في المملكة المتحدة وعضو اللجنة التنفيذية في محكمة بروكسل
الدكتور عبد السلام الطائى برفسور علم الاجتماع
نشكر المهندس عمر الراوي لدعم نشاطنا هذا في تيسير هذا المكان ، وهو الان في زيارة العمره داعين الباري عز وجل ان يتقبل زيارته وكان بوده ان يكون معنا ...
حيوا معي ...
ممثلي الجالية العراقية في السويد
وممثلي المنظمات السياسية النمساوية
رؤساء وممثلى الجاليات الإسلامية والعربية في النمسا
وممثلي المنظمات الانسانية في النمسا
تمرعلينا الذكرى العاشرة لغزو العراق الذي نفذته الولايات المتحدة الامريكية وشركاؤها من اجل تحقيق اهداف رسمتها الدوائر الامريكية والصهيونية في مقدمتها القضاء على مركز القوة القومي العربي بعد ان وجه أكبر ضربة للاحتكارات النفطية الغربية الاستعمارية وهو تأميم النفط الذي كان المصلحة الاستراتيجية الاولى للاستعمار الغربي وتحرير العراق اقتصاديا وسياسيا وثقافيا وبناء نظام اقتصادي اجتماعي عادل .
الحضور الكرام
لقد اكدت السنوات العشر المنصرمة من الاحتلال بان كل الادعاءات حول اهدافه
المعلنة الأولى أن العراق يملك أسلحة دمار شامل... والثانية له علاقة بالارهاب... وأضافت الدوائر الامريكية "مبرراً" آخر لشنّها الحرب، هو رغبتها في إقامة نظام ديمقراطي في العراق، يمكن أن يكون نموذجاً على مستوى دول المنطقة، بل والعالم الثالث، كانت مجرد شعارات واكاذيب تخفي الاهداف الحقيقية له وهي الاهداف الاستراتيجية الاستعمارية القديمة والمتجددة .
أيتها الأخوات، أيها الأخوة
لقد تكشفت للعالم كل اكاذيب الغزاة منذ الايام الاولى لدخول قواتهم بغداد عندما لم يكتفو بإسقاط النظام الوطني بل اخذوا يدمرون المؤسسات ويحرقون وثائق الدولة والمواطنين ويسرقون البنوك ويطلقون مجاميع مدربة لنهب المتحف العراقي في بغداد والمتاحف الأخرى في المحافظات ، ويحرقون وينهبون المكتبات والمخطوطات النادرة ، بينما قاموا بحماية وزارة النفط فقط من التخريب المنظم وهو مايؤكد الهدف الاستعماري التدميري.. ثم واصلوا عملية التدمير المنظم بحل الجيش العراقي وقوى الامن الداخلي والخارجي وفرض دستور مبني على اساس المحاصصات الطائفية والعرقية والذي اقام عهد للفتن الطائفية والعرقية في العراق.
الحضور الأفاضــل
نتيجة لكل هذه الجرائم ضد العراق وشعبه تصاعدت المقاومة العراقية الوطنية الباسلة وأوصلت الاحتلال الامريكي الايراني الى الفشل في تقسيم العراق فبالرغم من بشاعة الجرائم وشموليتها فان ابناء العراق حافظوا على هويتهم وقاوموا كل محاولات تفتيت العراق ومحو هويته واحبطوا مخططات اشعال حرب اهلية طائفية وعرقية..... وكبدوا المحتل خسائر بشرية ومالية هائلة عجز عن تحملها اوصلت امريكا الى حافة الانهيار المالي والاقتصادي ، لذلك قررت الانسحاب وتسليم العراق الى شريكتها الابرز ايران لتكمل تدمير العراق وتواصل محاولات تقسيمه ومحو عروبته ، لذا يجب علينا تأكيد الرفض المطلق لأية ِ نزعة طائفية في اي مكان وعند اي طرف ورفضها وعزلها بحزم لتجنب خدمة الاحتلال وفلوله المهزومة .
ونحن على يقين ثابت من أن الانتصار الذي تحقق بهزيمة المحتلين عسكرياً، سيُكّلل بهزيمة مشروعهم الإمبريالي الصهيوني الإيراني، وسيعود العراق موحداً معافى ليستأنف دوره الوطني والقومي بعون الله جل جلاله .
المجد والخلود لشهداء العراق وفي مقدمتهم الشهيد القائد صدام حسين
. تحية للانتفاضة الشعبية العراقية الوطنية والتقدمية
تحية لنضال الشعب السوري من اجل الديمقراطية والحرية وصيانة الاستقلال الوطني .
تحية لشعب فلسطين الصامد في مواجهة مؤامرات الاحتواء وتصفية القضية المركزية .
. تحية لشعب الأحواز المقاوم والصامد ضد النظام الفارسي
تحية للمقاومة العراقية الباسلة التي الحقت أكبر هزيمة بأكبر قوة امبريالية في التأريخ .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
و تحدث السيد " يورغ نوي ماير " المسؤول عن القاعة ناقلا ً تحيات الأستاذ المهندس عمر الراوي عضو بلدية فيينا عن الحزب الإشتراكي النمساوي ...
والذي رحب بالحضور متمنيا ً نجاح فعاليات الجالية في نقلها لمعاناة العراقيين الى المجتمع الأوربي والغربي ، مشيرا ً الى ان السيد الراوي كلفه ُ شخصيا ً في الحديث نظرا ً لسفره الى مكة المكرمه لأداء مراسم العمرة ، مؤكدا ً على إن قلبه ومشاعره مع أبناء الجالية العراقية في النمسا والعراقيين أين ما وجدوا .
تلته ُ مشاركة الأستاذ فالح حسن شمخي عضو الهيئة التنسيقية لدعم ِ إنتفاضة الشعب العراقي ( قادما ً من السويد ) ، الذي إقترح عرض الفلم العراقي " المسألة الكبرى " الى جمهور الحضور ، متحدثا ً عن أهمية هذا الفلم وبعض من جوانبه ِ بالآتي : ــ
إن إقتراحي في عرض (( المسألة الكبرى )) تماشيا ً مع الظرف الراهن في العراق على المستوى العام من مظاهرات واعتصامات في المناطق الغربية منه ، وما تتعرض له من إستغلال ٍ طائفي لحكومة المنطقة الخضراء ، فأني أجد ان هذا الفلم هو إسقاط رائع لما يدور اليوم .
أما لماذا " المسألة الكبرى " ؟
لأنها تتحدث عن ثورة العشرين ، وهذه الثورة أختصرها بموضوع الشيخ شعلان ابو الجون والرارنجيه وعشائر الفرات الأوسط وامتدادها الى بقية عشائر العراق في المحافظات الغربية والشمالية منها ، كما وان المخرج الكبير (( محمد شكري جميل )) حينما أخرج الفلم ، كان من الصعب ِ عليه جدا ً أن يكون فلمه ُ ملما ً بكل ماحدث في " ثورة العشرين " ولضرورات درامية تعامل َ مع شخصيه رئيسيه هي شخصية ضاري المحمود كون َ القائد البريطاني قد قُتِل على يد الأبن ( خميس ضاري المحمود ) فكان من الضرورة بمكان ان يتحدث عن هذه العائلة .
وفي الفلم مرتكزات اساسية ضرورية ، أهما إنتاجه ُ في زمن النظام الوطني حيث ُ نرى بوضوح انتاجه على أساس اللحمة الوطنية .
لذا نجد ان البريطانيين عندما أرادوا أن يتعاملوا مع العراقيين على أساس الطوائف ، رفض العراقييون ذلك .
هذا وجسد المخرج شخصية الإنسان العراقي الثائر على الجنود البريطانيين حينما حاول البعض منهم التحرش بالعراقيات الحرائر ، وكانت عملية الهجوم على القوات المحتلة ومقاومتها شامله ، حيث نجد ان أهالي مدينة (( عنـه )) كانوا أيضا ً قد شاركوا في تلك الثورة وقاتلوا ببسالة ووصلوا الى مدينة ( هيت ) وحرروا حتى مدينة ( حديثه ) حينما أسقطوا ما يُسمى " بالسراي " .
وأشار الأستاذ فالح حسن .. الى انه تفاجأ اليوم بمعلومة مفادها ان حتى أهالي مدينة " زاخو " في أقصى شمال العراق ، كانوا قد شاركوا في ثورة العشرين بدليل ان جد السيد " بهجت الكردي " كان قد قتل مساعد (( لجمن )) في زاخو ، وهذا شيء عظيم يدل ُ على وحدة الموقف الشعبي العراقي ضد الأجنبي .
أخيرا ً أقترح اليوم ان يُحول هذا الفلم ويُنتج على شكل ِ مسلسل كامل عن أحداث تلك الثورة الباسلة ، وكما أنتج َ البعض مسلسلا ً عن نوري السعيد ، وبدلا ً من أن تقوم قناة البغدادية بأنتاج مسلسلات تُسيء للعراق وللعراقيين ، أنا أدعو من هنا جميع المخلصين أن يتبنوا تجسيد " ثورة العشرين " وانتاجها مجددا ً في حلقات تُغطي جميع أحداثها وتفاصيلها التي أصبحت تأريخا ً مشرفا ً يعتز ُ به العراقييون كافة .
بعد ذلك بدأت ندوة حوارية سياسية حول الذكرى السنوية العاشرة للإحتلال الأنجلو أمريكي صفوي للعراق ، شارك فيها كل من السادة : ــ
1 . الدكتور هانز كرستوف فونسبونيك ــ رئيس مركز جنيف الدولي للعدالة ،
والمساعد السابق للأمين العام للأمم المتحدة .
2 . الدكتور صباح المختار ــ رئيس اتحاد المحامين العرب في المملكة المتحدة ،
وعضو اللجنة التنفيذية لمحكمة بروكسل .
3 . البروفسور الدكتور عبدالسلام الطائي ــ بروفسور علم الإجتماع .
أشرف على إدارتها سعادة سفير العراق الأستاذ سعيد الموسوي ، ممثل العراق الدائم في الأمم المتحدة أ ُبان الحكم الوطني الشرعي ، مستهلا ً حديثه بالآية الكريمة (( وقُل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا )) ...
الحضور الكرام .. إننا سعداء أن نلتقي هذا الجمع الطيب من العراقيين الذين يدافعون عن قضية وطنهم وعن الإنسانية جمعاء .
إن الذكرى العاشرة لن نتحدث عنها من وجهة نظرنا أو على الأقل بالنسبة ِ لي شخصيا ً لأن موقفنا معروف ، وشعب العراق تصدى للإحتلال منذ يوم 20 /3 وأنتصر ، لكننا اليوم نرى ما هي إنعكاسات هزيمة الإحتلال على الوضع السياسي الدولي والوضع الجيو إستراتيجي الدولي وعلى الولايات المتحدة نفسها ، ولهذا أنا لن أتكلم إلا من خلال عشرات الكتب التي صدرت في الغرب ومئات المقالات التي كُتبت في تحليل العدوان على العراق وأسبابه ونتائجه ، ولقد جئت اليوم ومعي ثلاثة كتب هي في الحقيقة نماذج عن كيفية رؤية الغرب لهزيمته ِ في العراق : ــ
1 . (( إنتقام الجغرافية )) لكاتب أمريكي مشهور إسمه " كابلان " يقول فيه ان الجغرافية والتأريخ محددات أساسية في العمل الجيو ستراتيجي ، وهذه عبر التأريخ كانت ، إلا ان الأمريكان شعروا انهم يستطيعون تجاوز التأريخ والجغرافية في حملتهم التدميرية على العراق التي دامت أربعين يوما ً ، ثم في حملتهم على البوسنه ، ثم في حرب البلقان وحملتهم على صربيا وبدأ مُنظّرون استراتيجيون أمريكان يقولون إنتهى تأثير الجغرافية والتأريخ على الخطط الجيوستراتيجية ، القوة هي التي تتحكم وتنفذ ، خاصة القوة المتفوقة .
وجاءوا الى العراق وإنتقم التأريخ والجغرافية والحق وإنتقم العراق (( هذا قولهم هم )) ، عاد أثر ُ التأريخ والجغرافيه من جديد وإضطرت الإستراتيجية الأمريكية بأعادة النظر بكل المعطيات التي تبنتها على مبدأ ان القوة قادرة على تجاوز التأريخ والجغرافية وهذه شهادة من كبار الكتاب الأمريكيين بأن شعب العراق بمقاومته الباسلة قدم للإنسانية الخدمة ، لأنه أنهى نظام القطب الواحد ، أنهى الهيمنة الأمريكية وأعاد إنشاء نظام متعدد الأقطاب ، نتمنى أن يكون للعرب دور فيه ، وأنهى الأمبراطورية الأمريكية التي كانت تتمنى أن يكون القرن الواحد والعشرين قرنا ً أمريكيا ً .
لا ... لأنه في أقل من عشر سنوات هُزم الجمع وولوا الدبر .
2 . هذا كتاب ثاني ل (( مايكل إيسيكوف )) و (( ديفيد كون )) إسمه ُ " هابدس " أي بمعنى ( الغطرسه ) ، في هذا الكتاب والذي صدر أيضا ً بمناسبة الذكرى العاشرة للغزو ، يتحدث بالتفصيل عن المجموعة التي كانت في البيت الأبيض والتي خططت للعدوان على العراق ، وكيف كانت تزوّر الوثائق وتنتقي وعندما كانت تواجه بوثائق تُثبت عدم إمتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وعدم وجود علاقة له بأبن لادن أو أية منظمة إرهابية ، كانوا إما يخفونها أو يتجاهلونها ، هذا الكتاب يصل الى حافة حقيقة ان النظام الديمقراطي في أمريكا ليس ديمقراطيا ً ، لأن الشعب ينتخب الرئيس والرئيس يُزوّر الحقائق للناس ، ليس هو فقط وإنما المؤسسة السياسية كلها وأعني بذلك رامس فيلد ، كونداليزا رايس ، ديك تشيني ، والمساعدين الآخرين في البيت الأبيض .
هنا يقول الأمريكان خدعونا ، خدعوا أمريكا ، ولا يستطيع هذا الكاتب أن يذهب أكثر ليقول ان النظام السياسي في أمريكا هو نظام فاسد ويحتاج الى تغيير ، هنا ستصبح المشكلة كبرى للمؤسسة السياسية الأمريكية .
3 . هذا كتاب ثالث إسمه (( فلاسفورك )) للكاتب الأمريكي توماس ريكس ، يتحدث فيه عن بطولات جيش العراق في مرحلة الغزو ، وهذه إحدى النقاط التي يتجاوزها الكثيرون ، فقد كانت هناك مقاومة شرسه من الجيش العراقي ومقاومة شعبية عراقية كبدت الأمريكان خسائر هائله وهم الآن يعترفون بهذه البطولات .
أضيف ُ لهذه الكتب بعض المقالات ، فهذه رسالة وجهها قبل يومين بمناسبة الذكرى العاشرة ، جندي أمريكي معوّق أ ُصيب في الحرب على العراق عام 2004 بالشلل ، وذهب الى أمريكا وسماها " الرسالة الأخيره " ، لأنه في طريقه الى الموت فجسمه ُ قد إمتلأ بالمهدئات ، يقول .. أوجه ُ هذه الرسالة الى بوش رئيس الولايات المتحدة الأمريكية مخاطبا ً إياه .. بأنه جبان كبير ، وأنه قد تهرب من حرب فيتنام وديك تشيني تهرب أيضا ً من حرب فيتنام وأرسلتونا الى العراق ، ما مصلحة أمريكا في الذهاب للعراق ؟
لماذا أنا ومئات الآلاف من الأمريكيين ، الذي عُوّق والذي قُتل والذي تأثر بما سماها الصدمة الثقافية ، لماذا أخذتونا لهذه الحرب ؟
وقال له .. أنت تستحق المحاكمة على جرائمك ، وقد تموت قبل أن تُحاكم ، ولو كانت عندك ذرة شجاعة فأرجوك أن تقف أمام الناس وتقول للشعب العراقي ..أعتذر منكم .. وللجنود الأمريكيين أيضا ً .
و أشار الأستاذ الموسوي ّ الى مقال ٍ للدكتور " هانز كرستوف " تحت عنوان ( خيانة شعب وإفلات من العقاب الى الأبد ) ، قائلا ً ...
أتمنى عندما يتحرر العراق أن يكون هناك شارع بأسم هذا الرجل وشارع آخر لزميله ِ ( هاليدي ) ، لأن هذين الرجليّن ، قاما بعمل ٍ إنساني في وقت ٍ صعب جدا ً ، فعندما يكون نائبا ً بدرجة مساعد للأمين العام ويقول للمجتمع الدولي كله .. أرفض المنصب وأرفض إمتيازاته ، لأني أرفض أن أكون شاهد زور على جريمة قتل شعب .
أقول لك ولزملائك الدكتور عبدالسلام والأستاذ صباح وكل العراقيين النجباء ، ان القضية التي دافعتم عنها هي قضية عادلة وستنتصر ان شاء الله .
تحدث بعده ُ الدكتور هانز كريستوف فونسبونيك ـ قائلا ً سوف اتحدث باللغة الأنجليزية التي لا أستسيغها ولكنها لغة عملي و بودي أن أتحدث باللغة الألمانية لأني مواطن ألماني الأصل ... مستطردا ً ...
وقبل كل شيء أتوجه بالشكر الجزيل للأستاذ ضياء الشمري رئيس الجالية العراقية في النمسا على إستضافتي ودعوتي للحضور هنا والتحدث مع أصدقائي وأحبابي العراقيين ، وسوف أ ُقسم َ الوقت الممنوح لي في الحديث الى ثلاثة محاور ( خمسة دقائق ) لكل محور / ــ
المحور الأول : ــ " العراق قبل 1990 " كان العراق يشهد تطورا ً كبيرا ً على كافة الأصعدة الثقافية والإجتماعية والصحية والتعليميه حيث نجد عشرات الجامعات التي تضم مختلف الكليات والمعاهد العلمية العالية إضافة الى وجود مئات الآلاف من الأكاديميين والأطباء وذوي الكفاءات العالية في مختلف الإختصاصات ، ناهيكم عن وجود بنيتين أساسيتين متينتيّن فوقية وتحتية ، وكان المواطن العراقي يتمتع بقوة شرائية عاليه من الناحية الإقتصادية بالرغم من الحرب الإستنزافية التي شنتها إيران ضده على مدى ثمانية سنوات و خرج منها العراق منتصرا ً .
المحور الثاني : ـ الفترة الزمنية مابين " 2 آب 1990 ولغاية بدء العدوان في آذر 2003 " وهي (13) ثلاثة عشر سنة من الحصار الأقتصادي الظالم عانى فيها العراق ( شعبا ً وحكومة ً ) معاناة كبيرة وأغلبكم تعرفون إنها كانت بمثابة حرب ضد العراق ، المراد منها إضعاف الدولة وتقويض أركانها ومفاصلها وجعل مواطنيها يموتون موتا ً بطيئا ً من خلال حرمانهم من الغذاء والدواء ومن قطع غيار الأجهزة الطبية والمستلزمات الخدمية ، أستطيع أن أ ُأكد القول بأنه حصار ظالم ٌ لم يشهد له مثيل في التأريخ الأنساني المعاصر ، وكما تبيّن َ لا حقا ً انه أمر ٌ مخطط له مسبقا ً في الدوائر المخابراتية الأمريكية .
وكان بالأمكان حل موضوع دخول العراق الى الكويت عبر القنوات الدبلوماسية الهادئة ، دون الحاجة الى تحشيد 33 دولة لتعتدي على العراق وتشن عليه حربا ً عدوانية لا سيما وإنها مسألة وشأن عربي وكان بالأمكان إعطاء الجامعة العربية دور ٌ أكبر كي تستطيع الوقوف على أصل المشكلة وحلها .
إلا إن الإدارتين الأمريكية والبريطانية أصرتا على عدوانهما وجعلوا العراق ساحة لكرة المنضدة تنم ُ عن حماقة لزعماء تلك الدولتين الكُبرتيّن .
وراحت الإدارة الأمريكية تُهيء الأسباب والمسوّغات الباطلة وتروّج الأكاذيب عن إمتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وعلاقة القيادة العراقية في تنظيم القاعدة تمهيدا ً لشن عدوانها وغزوها وإحتلالها العراق رسميا ً في 9 نيسان 2003 ،
ولا أ ُشيع سرا ً إذا ما قلت ُ لكم بأن رواتب مراقبي الأمم المتحدة وكافة مخصصات فرق التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل التابعة لمنظمة الطاقة الذريه جميعها كانت تُستقطع من أموال العراق ضمن قرارات جائرة لمجلس الأمن والأمم المتحدة ، بل حتى راتبي ومخصصاتي وسيارتي كانت من تلك الأموال .
وهناك حقيقة سأقولها للتأريخ ان العراق ا ُستهدف لأسباب عديدة أهمها القضاء على دوره ُ الحضاري التأريخي النهضوي الذي برز خلال حُكم الرئيس الراحل صدام حسين ، علاوة على سعي الإدارة الأمريكية لتغيير موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط لصالح دول أقليمية أنتم تعرفونها ، إضافة الى السيطرة على مقدرات وموارد هذا البلد الغني بكل شيء .
ومن ملاحظاتي عن الفترة الزمنية موضوعة البحث في هذا المحور مايلي : ــ
1 . لم يُسمح للعراق التحاور مع الأمم المتحدة ومجلس الأمن بصورة دوريه والتفاوض معها عبر الدبلوماسيين العراقيين مثلما يحصل اليوم في التعامل مع إيران حول سلاحها النووي .
2 . كان المسؤلون الدوليين ومعهم الأمين العام للأمم المتحدة يتعاملون بصرامة وشدة غير مبررة مع العراق إرضاءا ً للأمريكيين وأخص منهم السيد كوفي عنان والسيد هانز بليكس والسيد محمد البرادعي ، اللذين كانوا ينفذون إملاءاتهم بعيدا ً عن النزاهة والحيادية في العمل الدبلوماسي .
المحور الثالث : ــ الفترة من " 2003 ـــ 2013 " أقول الحرب لم تك ُ قانونية ولم تحظى بأجماع دولي ، إلا ان أمريكا وبريطانيا قد إنفردا باتخاذ قرار الحرب الجائر في مجلس الأمن ، ورأينا كيف عارضت فرنسا وألمانيا وروسيا شن الحرب على العراق قبل بدأها بأيام .
الإدارة الأمريكية فشلت في تحقيق أهدافها كاملة بالرغم من إحتلالها للعراق ، وكانت خسائرها بحسب مراكز بحوثها الستراتيجية فوق الحد المعقول ، ماديا ً وإقتصاديا ً خسرت تريليونات الدولارات ، ومعروف إن احد اهم أسباب الأزمة المالية العالمية هي الحرب على العراق .
خسائرها البشرية مئات الآلاف من القتلى وأضعافها من المعوقين والجرحى الذين أصبحوا جميعا ً خارج الخدمة الأمر الذي كلفهم أعباء مادية مهولة لإعانتهم سيما وان أولئك الجنود أصبحو عالة ً على المجتمع الأمريكي .
أما في العراق فهي فشلت في تحقيق نظام ديمقراطي عادل ونزيه ، وإن إحتجاجات العراقيين ومظاهراتهم المستمرة منذ أكثر من شهرين خير دليل على رفض الملايين للنظام الحاكم الذي صنعته في العراق .
لم يجر ِ إعمار العراق وأعادة بناء مادمرته تلك الحرب ، لكثرة المسؤلين الفاسدين ولحجم السرقات المهولة الحاصلة فيه وأعتقد كلكم سمعتم عن سرقة 28 مليار دولار من أموال إعادة الإعمار ، والأنكى من ذلك مازالت هناك 40 مليار دولار مفقودة من ميزانية الدولة العراقية للسنة المالية 2011 والتي لم تعلن اللجنة التحقيقية التي شكلها رئيس البرلمان العراقي عن أية نتيجة واضحة للرأي العام العراقي حولها ، وسط إمتناع حكومة المالكي عن تقديم تفسيرات مقنعه لأختفاء هذا المبلغ الطائل .
أتمنى لكم عراقا ً محررا ً مزدهراً يحكمه ُ العراقييون الوطنييون .
عقبه ُ في الحديث الدكتور صباح المختار ــ الذي أشار إلى انه سيختصر طرحه ُ على شكل فقرات ونقاط ، لأن الوقت المتاح غير كافي لأغناء موضوع مهم كأحتلال العراق : ــ
demovienna1
أولا ً . الحرب على العراق ... كل العالم يتحدث عن الأكاذيب وموضوع أسلحة الدمار الشامل والقاعدة وإرتباط الشهيد صدام حسين بأبن لادن ، وآخرين يقولون نتيجة لما حدث في 11 سبتمبر فالحرب كانت ردة فعل ، وفي الحقيقة هذا كله محط أكاذيب وإفتراءات ، ففي 21 /10 / 1998 أي قبل إبن لادن وقبل أحداث سبتمبر ، أصدر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية قانون تحرير العراق ، المادة (3) من القانون تقول ان سياسة الحكومة الأمريكية هي إزالة النظام الذي يرأسه صدام حسين من الحُكم والمجيء بغيره ِ ، والمادة (4) منه تدعو الى تسليح ما يسمى بالمعارضة العراقية والى توفير إذاعة وتلفزيون لها ، وفي وقتها أسسوا إذاعة أسموها ( العراق الحر ) وكان المدعو كاميران قرداغي رئيسها وهو الآن مستشار رئيس الجمهورية الحالي .
ان ميثاق الأمم المتحدة الفقرة الرابعة منه ، تُحرم التهديد ضد الدول أو الأراضي والإستغلال السياسي لأي دولة من الدول وبالتالي هذا القانون كان مخالفا ً لميثاق الأمم المتحدة منذ البداية ، لكن العرب لم يتكلمو والأوربيون لم يتكلمو والأمم المتحدة لم تتكلم وإستمر هذا الأمر وبدأ العمل على تغيير نظام الحكم في العراق عام 1998 .
في العام 1999 وفي الشهر الأول منه وبعد صدور قانون تحرير العراق قامت الإدارة الأمريكية بتشكيل ما يُسمى ( مشروع مستقبل العراق ) الذي تم بمساعدة( 250 ) عراقي خائن كانوا يحملون جنسيات وبعضهم كانوا خارجين من القطر ، المهم إنهم عملوا مع الإدارة الأمريكية في هذا المشروع وتم تشكيل 16 مجموعة عمل .
مجموعات العمل هذه بحثت في كل الأمور العراقية من الصحة الى التعليم الى تغيير المناهج الى حل الجيش الى إجتثاث البعث الى تغيير أنظمة الحكم الى العلم الوطني الى العملة ، الى كل ما يتعلق بالعراق تم العمل عليه .
هذا المشروع نفسه " مشروع مستقبل العراق " تم تغيير إسمه فيما بعد الى ما سمي بـ ( مكتب إعادة البناء والمساعدة الإنسانية للعراق ) ، ثم تغيرت التسمية الى " سلطة التحالف المؤقته " والتي هي ( سي بي أي ) فالتسلسل بدأ منذ العام 1999 تحت مسميات مختلفه الى أن تشكلت حكومة العراق في 2003 بقرار من الأمم المتحدة و قرار مجلس الأمن 1511 يقول إن هذه السلطة ستكون سلطة مؤقته تتخذ قرارات مؤقتة ، والذي حدث إنه تم تعيين بول بريمر كمندوب سامي للعراق ، والذي أصدر مئة قرار و16 مذكرة و12 نظام ، هذه القرارات والأنظمة غيرت مفاهيم كاملة ، غيرت النظام القانوني ، غيرت الهيئات ، حلت الوزارات ، حلت الجيش ، حلت الخارجية ، حلت وزارة التخطيط ، غيرت كافة المقومات العراقية ، وهذه الإجراءات هي خلاف للمادة (43) من قواعد (( الهيك )) ومخالفة للمادة 54 من إتفاقية جنيف الرابعة ، هذا ما حصل في الماضي .
الآن وبعد مضي ّ عشر سنوات ، هناك برامج تلفزيونية تُبث على قنوات الس أن أن ، والبي بي سي ، والآي تي في ، و الإذاعات والتلفزيونات العربية بصورة عامة بدأت تبث برامج تلفزيونية ، الكثير منها هي برامج ترفيهية كما لو كان إعادة لأستعراض القصص وتصويرها ، وهناك دعوة فيها على إننا مهتمون بموضوع العشر سنوات وما جرى في العراق .
الملاحظ في هذا الشأن إن حكومات كل ٌ من الولايات المتحدة وبريطانيا والحكومات الأوربية معها الحكومات العربية وأقصد بذلك حكومة المملكة العربية السعودية ، والبحرين ، وقطر التي كانت فيها القواعد والأردن التي إنطلقت منها القوات لم يذكر أي منهم شيئا ً عن مرور عشر سنوات على إحتلال العراق ولا عن دورهم في ذلك .
وزير الخارجية البريطاني عن حزب المحافظين الذي هو جزء من الحكومة الإئتلافية أصدر كتابا ً الى زملاءه الوزراء كلهم قائلا ً ... أرجوكم في خلال الشهر القادم لا تعطوا لوسائل الإعلام والصحافة أي مجال أن يتحدثوا معكم عن موضوع العراق ، وهذه ليست إشاعة وإنما هي تصريحات لأحد وزراء الحزب الليبرالي الديمقراطي الذي إحتج فيها على تعليمات وزير الخارجية .
برامج التلفزيون التي شاهدتها أنا شخصيا ً ، تحاول أن تعطي إنطباعا ً مفاده ُ ان الغرب كان ضحية خديعة وإن هناك عراقييون كذابون أحدهم يُقيم في ألمانيا وثلاثة كانوا في بريطانيا وواحد في أمريكا ، هم اللذين أعطوا المعلومات الخاطئة ، أي إننا نحن الحكومات الأوربية والأمريكية لم نك ُ لنعمل شيء في العراق لكن هؤلاء هم اللذين خدعونا .
هناك محاولة لكتابة التأريخ ، أولا ً بعدم الإعتراف وإلقاء اللوم على الآخرين ، حيث نجد البرلمان البريطاني والبرلمانات الأوربية والأمم المتحدة أخذت نفس الموقف والإتحاد الأوربي في بروكسل والبرلمان ، لحد الآن لم يتكلم عن الموضوع .
الأمم المتحدة لا في الجمعية العامة ولا في مجلس حقوق الإنسان الذي حضرت جلساته في الإسبوع الماضي لم يتطرق نهائيا ً لما حصل قبل عشر سنوات .
الموضوع هو ليس فقط ان هناك حرب قبل عشر سنوات وإنما تأثير هذه الحرب مازال قائما ً لحد اليوم ولا يزال هو الذي يحصد أرواح العراقيين نتيجة للفعل العدواني الذي قامت به الدول المشاركة في الحرب على العراق .
أعتقد إن هناك محاولة لتبرير المشكلة في العراق وتصويرها بسهولة على إن العراقيين هم مجموعة طائفيين من الشيعة والسنة .
العداء الكويتي لايزال قائما ً لحد اليوم ، هناك أشار أخي سعيد الموسوي ّ الى موضوع القضاء والتقاضي وهذا شيء صحيح ومؤكد ويجب على العراق والعراقيين في يوما ً ما أن يأخذوا حقوقهم من العالم ، لكن هناك عقبات ، أولا ً أعتقد إنها ليست الأسبقية الآن ، ثانيا ً المطالبة بالحقوق تقتضي وجود حكومة وطنية وليست هناك حكومة في العراق تطالب بالحق العراقي ، المطالبات الفردية والشخصية عقباتها كثيرة .. أولا ً التكاليف الباهضة وعدم وجود الإختصاص في المحاكم وعدم توفير الأدلة ، هذا لا يعني إننا يجب أن لا نتتبع هذا الأمر ، لأن التقاضي يجب أن يتم والحقوق لا تسقط بالتقادم ، فهذه حقوق شعوب وأمم .
إذا نظرنا الى الوضع الحالي وهذا هو المهم ، فهناك إنتفاضة تقوم في العراق وهي تبشر بخير ولكن هناك أخطار كثيرة تتهددها أولا ً خطورة شراء الذمم وهناك الكثير ممن يشتري ، الأتراك يشترون الكويتيون يشترون المالكي يشتري ، إيران تشتري ، وهذا خطر كبير على الإنتفاضة ،
الخطر الثاني ، هو نشر الفرقة بين صفوف المنتفضين ، والأسوأ من هذا وجود راكبي الموجه اللذين لا علاقة لهم في كل هذه القضية فهم يبحثون عن مصالحهم فقط .
نحن أمام أجندات مختلفة ، فمقتدى الصدر يؤيد الإنتفاضة شرط أن لاتذكروا إجتثاث البعث ، الحزب الإسلامي يؤيد الإنتفاضة على شرط أن يدخل في الإنتخابات ، الأكراد يؤيدون الإنتفاضة على شرط حل مشكلة كركوك والنفط .
هناك التفرقة الطائفية طبعا ً والشحن الطائفي قائم على قدم وساق والإنتفاضة تبعد نفسها عن الطائفية بدرجة كبيرة جدا ً .
علينا أن نعمل على القاسم المشترك الأدنى ، فالإنتفاضة قامت لأجل شخص واحد وهو رافع العيساوي والذي هو جزء من الحكومة أي جزء من الأمريكان لأن الحكومة أرادة حبسه أو حبس عدد من أفراد حمايته ، وفي الوقت الذي ذهب فيه صالح المطلك لقى الجواب المناسب ، لكن في نفس الوقت هناك شيوخ العشائر الذي كانوا صحوة أو كانوا مع الأمريكان .
هذه الأوضاع تجعلنا نقبل بالحد الأدنى ، لأن العراقيين الآن ليس لهم خيار بين الصالح والطالح ولكن لديهم خيار بين السيء وبين الأقل منه ُ سوءا ً ، و الذي يُعزز موقف الإنتفاضة إن هناك حكومة ضعيفة غير قادرة على السيطرة على أي شيء لا على البرلمان ولا على المنطقة الخضراء ولا على الدولة وبالتالي هذا أوان الثورة ومن الواجب علينا دعمها بكل ما أوتينا من قوة .
النقطة الأخيره ، هناك من يتحدث عن تأثير عوامل خارجية ، وهناك من يعتقد إن ما سيجري من تغيير في سوريا سيُغيّر المعادلة في العراق ، وهناك من يعتقد أن أمريكا إذا ضربت إيران أو لم تضربها ستؤثر على الساحة العراقية ، وهناك من يعتقد أن أمريكا أو الغرب سيساعدون أو يعارضون ، أما من وجهة نظري وقد أكون مُخطِئا ً فأنا أعتقد ان العامل الخارجي ليس له تأثير على الساحة العراقية ، فالعراق حاليا ً تحت الإحتلال الإيراني يمثله ُ العراقييون ، وهذه ليست طريقة جديدة في الإحتلال أو الإستعمار ، فالمستعمر يستغل أبناء البلد لهذا الغرض ، لذا أعتقد أن أمامنا طريق طويل ومتأكد إننا لو مشينا على الحد الأدنى لابد وأن تنتصر الثورة وشكرا ً .
ثم قدم البروفسور الدكتور عبدالسلام الطائي ، أستاذ علم الإجتماع في جامعة بغداد وأمين عام إتحاد الإجتماعيين العرب قبل الإحتلال ، محاضرة بعنوان (( التغيير الديموغرافي وما يصاحبه من المتغيرات الجيو/ بولتيكية )) تحدث فيها بصورة ٍ مستفيضه ، مستخدما ً وسائل الإيضاح عبر الصور التوثيقيه ولغة الأرقام والإحصائيات الدقيقة ، في أدناه بعض من جوانبها : ـ
شكرا ً للسيد رئيس الجلسة وأشكر في ذات الوقت الجالية العراقية في النمسا على دعوتها الكريمة لنا ، متمنيا ً لفعالياتها دوام التوفيق والنجاح من أجل نصرة قضية وطننا العراق العظيم ...مواصلا ً ...
هذه المتلازمة بين المتغير الديمغرافي كسبب والتغير الجيو /سياسي كنتيجة ، احيانا هي اشيه بلوحة تشكيلية ذات سلسلة متصلة من الحلقات والتي تتلاحق فيها النتائج أي تشكيل( السلطة) الجديدة بالمقدمات( التغير الديمغرافي)، وان هذه المتلازمة تطرح على الحكام والمحكومين العديد من التساؤلات منها مايتعلق بأشكالية التغيير الديمغرافي وتشكيل السلطة ،
ثم استراتيجية البنية الديمغرافية المستحدثة الطبيعية او المصطنعة منها في مواجهة تحديات الربع الاول من القرن 21 ،
و يبدو ان حلم النظام العالمي الجديد ظهر بصيصه: في مؤتمر مالطا1989 الذي كان شعاره ( الحرب غير المستحيلة والسلام المستحيل ) ،نعم السلام المستحيل ،
هذا واضح لان العالم لايزال، غير آمن مستقر منذ ذلك الحين .
حلم النظام العالمي الجديد اخذ يعيش اجواء شم النسيم المنعش بعد انهيار الاتحاد السوفيتي 1991، و مع "ثورة المعلومات" كأداة جديدة لتغيير طبيعة السياسة الدولية اعطت أبعاداً عالمية واسعة النطاق / اختزال المسافات والحدود الدولية وقرب الجنس البشري نحو التطلعات المدينة العالمية والعولمة، وما رافق ذلك من التطورات الاقتصادية، الثقافية والتكنولوجية والديمغرافية
لكن السيطرة على الدول التقليدية بطرق غير عادلة او مشروعة عسكريا واقتصاديا جعلت الشعوب في تلك الدول غير آمنة بالنظام العالمي لانها بدات تشعر بانه غير مضمون النتائج .
انعكس ذلك سلبا على عمليات التكيف والاندماج في "المدينة العالمية"، التي باتت تهيمن عليها ثقافات تقوم على أساس العرق والدين واللغة ،
مما حول المدينة العالمية الى غابة مفترسة ياكل السمك الكبير فيها السمك الصغير
الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي والامم المتحدة ومجلس الامن ومنظمة حلف شمال الأطلسي كجهات فاعلة ولاعب دولي رئيسي بـ "المسرح السياسي" لاكثر من 190 دولة .
لقد نسي النظام العالمي الجديد الأيديولوجيات كالاشتراكية والراسمالية والامبريالية. كما ان هناك مصطلحات سياسية سادت ثم بادت كالرجعية والتقدمية. وظهرت مصطلحات بديلة عنها كالعرق والدين والطائفة والاقليات . تم تسليط الضوء عليها بالمسرح السياسي الجديد .
لذلك فأن العديد من الأكاديميين عادوا الى نظرية ( مالثوس ) ، ولتحليل مخاطر التضخم السكاني واستحداث ستراتيجية " الشيطان الديمغرافي " مقابل النشاط النووي والعكس .
بلا شك نسيان الصراع الايديولجي واستبداله بالصراع الديمغرافي يطرح ذلك اسئلة هامة على الأصعدة العالمية والإقليمية والمحلية لقادة القرن 21 .
منها :التهديدات الجديدة والصراعات ستفرض انعكاساتها على التفكير المتعلق بين الاستراتيجية والعوامل الديموغرافية المتحركة ، لذلك باتت الازمات العالمية تضغط على جدول الاعمال السياسي للدول ذات الضغط العالي او الواطي ء ، امامكم نظرية الغياب والحضور الديموغرافي/الجذب والطرد الديمغرافي .
جذب الدخلاء الفرس( الوافدون) وطرد الاصلاء العراقين كربلاء وسامراء/ النازحون ..... نماذج.
المذاهب : الشيعة والسنة ؟ % ؟خلو الاحصائيات الرسمية منذ 1921 - 20013اذن مفهوم الاقلية والاكثرية نوع من الخيال الايديولجي ديموغرافيا أمريكيا ً إيرانيا ً .
فمثال ، الرئيس اوباما من الاقلية لكنه اصبح رئيسا بحكم الاصوات الانتخابية لا بحكم جنسه ودينه ومذهبه وقوميته .
جميع القوميات ,العربية ,الكردية والتركمانية مكونة من الشيعة والسنة فهناك أخ شيعي وآخر سني من أم واحدة وبالملايين في العراق ، ساعد في ذلك التناسق الإجتماعي عدد من قوانين الإنسجام الديمغرافي ، أ ُبان الحكم الوطني ومنها قانون الزواج الثاني للأرامل قبل الإحتلال الغاشم ، كمنح سيارة وشقه سكنيه مجانا ً واستمرار الراتب التقاعدي للشهيد كأنه حي ّ ، وشجع ذلك على الزواج المختلط ، فأذا كان الزوج الأول شيعي قد يكون الثاني سني أو كردي أو تركماني ، وإذا كان عدد الأرامل مليون أرمله قبل 2003 لنفترض نصفهن تزوجن أو حتى ربعهن زواجا ً مختلطا ً / شيعي / سني / كردي أو تركماني ، سيكون عدد الزيجات 6,5 مليون فرد لأسرة مكونة من أخ شيعي وآخر سني من نفس الأم .
هذا القانون خلق نسقا ً إجتماعيا ً منسجما ً مع لوائح حقوق الطفل والمرأة والأسرة والمجتمع ( المواطنه ) .
ان أوربا اليوم قلقة على مستقبل بلدانها من التضخم الديمغرافي ، حيث تجد من بين كل عشرة أشخاص في أوربا ستة منهم إما صينيون وهنود أو آسيويون أو أفارقة ، أي سيهيمن اللون الأصفر على اللون الأبيض خلال العقود القادمة .
ومن حقنا كعراقيين ان نقلق على ما يحصل من تغييرات ديمغرافية عمديه وقسريه في العراق منذ 2003 الى يومنا هذا ، تمثلت بالآتي : ــ
1 . حرق السجلات المدنية والعقاريه في الأيام الأولى للإحتلال ، وحصل ذلك أمام أنظارالجيش الأمريكي الغازي ، بمشاركة إيرانيين وكويتيين .
2 . التهجير القسري مذهبيا ً وقوميا ً .
3 . منع بيع الأراضي والعقارات بين مذهبين مختلفين .
4 . قيام جيش الحكومة وأجهزتها الأمنية بفصل أحياء بغداد عن بعضها وخاصة الكرخ والرصافة والأعظمية ، من خلال الفصل العرقي الديمغرافي وبناء الجدران العازلة ووضع الحواجز والصبات الكونكريتية .
5 . تزوير أكثر من 26 الف جواز سفر عراقي في السويد وحدها ، لتكريد كركوك .
6 . لتفريس الجنوب العراقي ، هناك أكثر من 2 مليون بطاقة إيرانية قدمت من إيران أثناء الأنتخابات الأخيرة في المحافظات الجنوبية .
7 . سحب الجنسية العراقية من بعض شيوخ العشائر والمقاومة خلافا ً للوائح
حقوق الانسان ومبدء القرية الثقافية العالمية .
وإفرازاتها / ــ 2003 قوانين الفصل العنصري الديموغرافي بعد الاحتلال
1 . تحريم الزواج بين مذاهب المسلمين .
2 . مليون أرملة .
3 . خمسة مليون يتيم .
4 . مليون ونصف حالة طلاق .
5 . حالات القتل والإغتيالات بلغ عددها 1,6 مليون ضحيه .
6 . عدد حالات التهجير القسري 3 مليون .
7 . مئات الآلاف من حالات الإغتصاب .
8 . 3 مليون مواطن مشمول بالإجتثاث مضروبا ً في خمسة أشخاص لعدد أفراد أسرته المتضرره ، بهذا يصبح عدد المجتثين (15) مليون عراقي في أقل تقدير .
هنا يتساءل الأستاذ المحاضر كيف تستطيع حكومة العيش وسط 27.5 مليون من اصل 30 مليون استعدتهم ؟ .
اضافة الى اعتماد ستراتيجية الغياب والحضور الديمغرافي الدخيل ، ولّد ذلك عدم تجانس النسق الديمغرافي مع النظام السياسي ، مما أدى الى فقدان السلم والأمن الأجتماعي .
عقب ذلك فتح الأستاذ سعيد الموسوي باب الأسئلة والإستفسارات للحضور الذين تفاعلوا مع الأساتذة المحاضرين وأبدو إعجابهم وتقديرهم بشخوصهم وإهتماما ً كبيرا ً في محاور النقاش من خلال طرح أسئلتهم وتعقيباتهم عليها .
تبعها إستراحة لنصف ساعة تناول فيها المشاركون وجبة العشاء من خلال البوفيه الذي أعدته الهيئة الإدارية ، تخلل ذلك عروض لأفلام وثائقية تُظهر فيها جرائم المحتل وممارساته العدوانية والدمار الذي سببه في العراق جراء حربه غير الشريفة .
بعد إنتهاء الإستراحة قام الناشط السياسي النمساوي السيد " ليو كابرييل " أحد معارضي الحرب والعدوان ضد العراق بحديث أدان فيه ذلك الغزو الغاشم وكل من شارك وساهم فيه ، ثم عرض فلما ً وثائقيا ً عن العراق قبل الإحتلال وبعده ، مؤكدا ً انه لا مقارنة بين الحكم الوطني الشرعي وبين من جاءت بهم أمريكا وبريطانيا ليحكموا الشعب العراقي .
أخيرا ً تم عرض فلم " المسألة الكبرى " كفعالية أخيرة .
بعد إنتهاء العرض قام الأستاذ ضياء الشمري بتوجيه الشكر الجزيل للأخوات والأخوة جميعا ً على حضورهم ومشاركتهم معنا في هذا التجمع المبارك ، والشكر موصولا ً لكل ِ من ساهم في دعمه ِ وإنجاحه ِ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق