ترك العراق فريسة لآيران واطماعها التوسعية بعد فشل المشروع الأساسي لتقسيمه منذ عهد برنارد لويس يؤكد حقيقة مشروع القذر بايدن.! - وقفة على العراق ومشروع التقسيم الخبيث
المرابط العراقي
عادت الى الواجهة السياسية من جديد قضية طرحمشروع بايدن ألتقسيمي للعراق الى ثلاث دويلات فدرالية (سنية وشيعية وكردية) أثناء استدعاء وفد البرلمان العراقي الى واشنطن وطرح الجانب الأمريكي موضوع مشروع بايدن على الوفد العراقي المكون من خالد شواني وحيدر الملا، بعد تفاقم الأزمات والصراعات والتسقيطات بين أطراف الكتل السياسية الحاكمة والتي وصلت حد التصادم والانفجار..
وتفرد دولة القانون (حزب الدعوة ) بالسلطة المطلقة بشخص رئيس الوزراء نوري المالكي، مستخدما الدكتاتورية الطائفية مع فئات الشعب وخصومه وغرمائه في العملية السياسية، ومشروع بايدن هذا ليس بجديد على العراقيين فقد سمعنا به قبل الاحتلال البغيض وبعده وقبره العراقيون منذ زمن طويل ولم يعد له أثرا على الارض، خاصة بعد فشل وطرد الاحتلال الأمريكي، من قبل المقاومة العراقية الباسلة، وصبر ووعي العراقيين الأباة بتماسكهم وتوحدهم، ورفضهم الطائفية والعنصرية والتقسيم التي أرادها الغزاة أن يجعلوها إحدى أدواة فرض سيطرتهم على العراق وتقسيمه الى دويلات طوائف حقيرة طائفية وعرقية واثنيه،
وهو جزء من مشروع كبير في المنطقة كلها اسمه (مشروع برنارد لويس)،ولكن لماذا يعود هذا المشروع سيء الصيت في هذا التوقيت بالذات، والتظاهرات المليونية تغطي شوارع العراق كله منذ أكثر من ثلاثة أشهر، مع تصاعد مريع في الاغتيالات والتفجيرات والاعتقالات والإعدامات الحكومية للأبرياء في سجونها السرية والعلنية، هل هي مصادفة أم مخطط جديد تريد تنفيذه إدارة اوباما مستغلة التظاهرات العراقية وعدم تلبية حكومة المالكي طلبات المتظاهرين،
أم إدراكها (وهو الأرجح) أن نفوذها في العراق أصبح معدوما وضعيفا جدا، بعد هيمنة إيران على العراق عسكريا ودينيا واقتصاديا، والدليل عدم استجابة حكومة المالكي لتحذيرات وزير الخارجية الأمريكية جون كيري في زيارته الأخيرة لبغداد،في منع مرور الطائرات الإيرانية المحملة بالأسلحة والعتاد والمقاتلين، عبر الأراضي العراقية الى نظام بشار الأسد، وضرورة الاستماع لمطالب المتظاهرين وإعادة التوازن الحكومي في تقاسم السلطة،
بالإضافة الى تصعيد الموقف مع خصومه في العملية السياسية (التيار الصدري والتحالف الكردستاني والمجلس الأعلى )،من خلال تأجيله الانتخابات في محافظتي نينوى والانبار، وتفتيت القائمة العراقي وشق صفها للسيطرة عليها، وهو ما حصل بعد تصاعد حدة التصريحات بين أعضائها حد السباب والشتائم والتسقيط السياسي، بعد عودة صالح المطلك ووزرائه الى حكومة المالكي خلافا لتعهدات أعضاء القائمة العراقية فيما بينها، وتدخل زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على خط هذه الأزمة بالذات، واجتماعه مع كل من رئيس الوزراء ورئيس مجلس البرلمان،
حيث لم تلق أطروحاته صدى لدى المالكي في حين لقيت صداها لدى رئيس مجلس النواب العراقي، فأرسل وفدا برلمانيا الى واشنطن برئاسة خالد شواني من التحالف الكردستاني وحيدر الملا عن العراقية لمناقشة مشروع بايدن ألتقسيمي لإقامة ثلاث فدراليات في العراق على أسس طائفية وقومية ومذهبية، والذي بارك هذا المشروع الكونغرس الأمريكي واعتبره حلا لمشاكل وأزمات العراق الآن ولجم التوسع والنفوذ الإيراني الواسع في العراق، والذي أصبح خارج السيطرة الأمريكية حسب ادعائها، لذلك جاء توافق وفد البرلمان العراقي مع الطرح الأمريكي،
وصرح بذلك خالد شواني (التحالف الكردستاني عراب مشروع بايدن منذ ما قبل الاحتلال وبعده)،ولم نسمع لحد الآن تصريحا لرئيس مجلس النواب "اسامة النجيفي"، أو احد منهم في العراقية حول مهمة هذا الوفد، ورأيه في إقامة الفدراليات الطائفية (رئيس مجلس النواب صرح سابقا بان مشروع بايدن احد الحلول المرشحة الملجئة إذا أغلق المالكي وحكومته سبل الحوار والتفاهمات وإعادة التوازن وتلبية مطالب المتظاهرين في محافظات بغداد نينوى والانبار وديالى وصلاح الدين والتأميم (كركوك)،وهذا المشروع ليس ببعيد عن تأثيرات دول الجوار ويلقى صدى لديها مثل تركيا ودول الخليج العربي،
لإيمانهم انه يحقق الحفاظ على وحدة العراق وينقذهم من النفوذ الإيراني الدموي والميليشياوي في العراق، إلا أن الحقيقة هي عكس ذلك تماما، فترك العراق فريسة لإيران هو الجريمة بعينها ارتكبتها هذه الدول بعد مشاركتها في تدمير العراق أمريكيا ومن ثم إيرانيا، ،الآن يجب العمل على إسقاط مشروع بايدن بأي ثمن إعلاميا وسياسيا ودعم المناهضون له بكل السبل ومنها دعم وتلبية مطالب المتظاهرين وإعادة تقاسم السلطات وإطلاق سراح المعتقلين الأبرياء وإلغاء مظاهر العنف وقرارات بريمر،
والحوار الجاد الحقيقي لا ألتسويفي مع المتظاهرين، وإحياء مصالحة وطنية حقيقية بعيدا عن تأثيرات حكام طهران وضغوطاتها ونفوذها العسكري والديني، بهذا فقط يبقى العراق موحدا ونقبر مشروع بايدن الى الأبد، وبغيره سيبقى العراق ضعيفا مفككا وخاضعا ذليلا لإيران وغيرها، وعرضة للحرب الطائفية المحتمة، وعندها سيكون مشروع بايدن (حلا) اضطراريا لا مفر منه، لنحفظ دماء العراقيين في المناطق والمحافظات التي تناهض المشروع الكوني الديني التوسعي الإيراني في المنطقة، وهو خيار مر لا نريده أبدا للعراق ......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق